قال صالح بن محمد جزرة : كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث ولا يحدث ما لم يأخذ . كنت شارطت هشاماً أن أقرأ عليه بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني وأكتب مقرمطاً ، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه فيقول : يا صالح ليس هذه ورقة ، هذه شقة !
قال : وكان يأخذ على كل ورقتين درهماً ويشارط ويقول : إن كان الخط دقيقاً فليس بيني وبين الدقيق عمل .. سمعت محمد بن عوف يقول : أتينا هشام بن عمار في مزرعة له ، وهو قاعد على مورج له وقد انكشفت سوءته ، فقلنا : يا شيخ غط عليك . فقال : رأيتموه لن ترمد عينكم أبداً ، يعني يمزح .
أخبرني بعض أصحاب الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال .. وجَّهَ المتوكل بعض ولده ليكتب عني .. قال : ونحن نلبس الأزر ولا نلبس السراويلات فجلست فانكشف ذكري فرآه الغلام ، فقال : إستتر يا عم . قلت : رأيته ، قال : نعم . قلت : أما إنه لا ترمد عينك أبداً إن شاء الله !
قال : فلما دخل على المتوكل ضحك ، قال فسأله فأخبره بما قلت له ، فقال : فأل حسن تفاءل لك به رجل من أهل العلم ! إحملوا إليه ألف دينار .
قلت : لم يخرج له الترمذي سوى حديث سوق
الجنة .. ونصه بتمامه : إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ، ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا ، فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ، ويجلس