وبقتله حقد عليه الأتراك ، حتى قتلوه شر قتلة وهو سكران ، ونصبوا بدله ابنه المنتصر ، لأنه كان على خلاف مع أبيه .
قال الطبري « ٧ / ٣٩٠ » ملخصاً : « ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائتين ، كان فيها مقتل المتوكل .. سبب ذلك : أن المتوكل كان أمر بإنشاء الكتب بقبض ضياع وصيف بأصبهان والجبل ، وإقطاعها الفتح بن خاقان . فكُتبت الكتب بذلك وصارت إلى الخاتم « غرفة ختم المراسيم » على أن تتقدم يوم الخميس لخمس خلون من شعبان ، فبلغ ذلك وصيفاً واستقر عنده الذي أُمر به في أمره .
وذكر بعضهم أن المتوكل عزم هو والفتح أن يُصِيِّرا غداهم عند عبد الله بن عمر البازيار ، يوم الخميس لخمس ليال خلون من شوال ، على أن يفتك بالمنتصر ويقتل وصيفاً وبغا وغيرهما من قواد الأتراك ووجوههم ، فكثر عبثه يوم الثلاثاء قبل ذلك بيوم ، فيما ذكر ابن الحفصي بابنه المنتصر ، مرةً يشتمه ، ومرةً يسقيه فوق طاقته ، ومرةً يأمر بصفعه ، ومرةً يتهدده بالقتل ..
حدثني بعض من كان في الستارة من النساء أنه التفت إلى الفتح فقال له : برئت من الله ومن قرابتي من رسول الله إن لم تلطمه يعني المنتصر !
فقام الفتح ولطمه مرتين يُمِرُّ يده على قفاه ! فقال المنتصر : يا أمير المؤمنين لو أمرت بضرب عنقي كان أسهل عليَّ مما تفعله بي ! فقال : إسقوه » !
وقال
الذهبي في سيره : ١٢
/ ٣٩
، وتاريخه : ١٨ / ٢٠١ :
« وسكر المتوكل سكراً شديداً ، ومضى من الليل ثلاث ساعات ، إذ أقبل باغر في عشرة متلثمين تبرق أسيافهم ،