مشافهة ، وخرج أبو نصر بن بغا تحت ليلته إلى عسكر أخيه وهو بالسن بالقرب من الشاري ، ودخل دار الجوسق جماعة منهم .. » .
ثم ذكر الطبري محاورة المهتدي مع بايكباك ، وكيف قام بقتله وألقى رأسه الى الأتراك فجاشوا واتحدوا ، ليأخذوا منه ثأرهم !
قال الطبري « ٧ / ٥٨٤ » : « فاجتمع جميع الأتراك فصار أمرهم واحداً ، فجاء منهم زهاء عشرة آلاف رجل ، وجاء طوغتيا أخو بايكباك وأحمد بن خاقان حاجب بايكباك في نحو من خمس مائة ، مع من جاء مع طغوتيا من الأتراك والعجم .
وخرج المهتدي ومعه صالح بن علي والمصحف في عنقه يدعو الناس إلى أن ينصروا خليفتهم ، فلما التحم الشر مال الأتراك الذين مع المهتدي إلى أصحابهم الذين مع أخي بايكباك ، وبقي المهتدي في الفراغنة والمغاربة ومن خف معه من العامة ، فحمل عليهم طغوتيا أخو بايكباك حملة ثائر حران موتور فنقض تعبيتهم وهزمهم ، وأكثر فيهم القتل وولوا منهزمين ، ومضى المهتدي يركض منهزماً والسيف في يده مشهور ، وهو ينادى يا معشر الناس أنصروا خليفتكم ! حتى صار إلى دار أبي صالح عبد الله بن محمد بن يزداد وهو بعد خشبة بابك ، وفيها أحمد بن جميل صاحب المعونة ، فدخلها ووضع سلاحه ولبس البياض ليعلوداراً وينزل أخرى ويهرب ، فطلب فلم يوجد .
وجاء
أحمد بن خاقان في ثلاثين فارساً يسأل عنه ، حتى وقف على خبره في دار ابن جميل ، فبادرهم ليصعد فرُمِيَ بسهم وبُعِج بالسيف ، ثم حمله أحمد بن خاقان على
دابة أو بغل ، وأردف خلفه سائساً حتى صار به إلى داره ، فدخلوا عليه فجعلوا يصفعونه ويبزقون في وجهه ، وسألوه عن ثمن ما باع من المتاع والخرثي ، فأقر لهم بست مائة