في طاعته وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته ، فقال : وما نقموا منه إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله . وقال تبارك اسمه يحكي قول من ترك طاعته : يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا . أم كيف يوصف من قرن الجليل طاعته بطاعة رسول الله صلىاللهعليهوآله حيث يقول : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم .
يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله ، ولايوصف الحجة ، فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا . فنبينا صلىاللهعليهوآله أفضل الأنبياء ووصينا صلىاللهعليهوآله أفضل الأوصياء . ثم قال لي بعد كلام : فأورد الأمر إليهم وسلم لهم . ثم قال لي : إن شئت . فانصرفت منه . فلما كان في الغد تلطفت في الوصول إليه فسلمت فرد السلام فقلت : يا ابن رسول الله تأذن لي في كلمة اختلجت في صدري ليلتي الماضية ؟
فقال لي : سل وأصخْ الى جوابها سمعك ، فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد ، مأموران بالنصيحة ، فاما الذي اختلج في صدرك فإن يشأ العالم أنبأك الله ، إن الله لم يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول ، وكل ما عند الرسول فهو عند العالم ، وكل ما اطلع الرسول عليه فقد اطلع أوصياؤه عليه .
يا فتح : عسى الشيطان أراد اللبس عليك
فأوهمك في بعض ما أوردت عليك وأشكَّكَ في بعض ما أنبأتك ، حتى أراد إزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم ! فقلتَ متى أيقنت أنهم هكذا فهم أرباب ! معاذ الله ، إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون داخرون راغمون . فإذا جاءك الشيطان بمثل ما جاءك به فاقمعه بمثل