وفَضَّلَ علماء البلاط والرواة الخليفة الأموي على الرسول الهاشمي صلىاللهعليهوآله !
ففي سنن أبي داود « ٢ / ٤٠٠ » : « عن الربيع بن خالد الضبي قال : سمعت الحجاج يخطب فقال في خطبته : رسول أحدكم في حاجته أكرم عليه ، أم خليفته في أهله ؟ فقلت في نفسي : لله عليَّ ألا أصلي خلفك صلاة أبداً وإن وجدت قوماً يجاهدونك لأجاهدنك معهم » ! « والنهاية : ٩ / ١٥١ ، وتاريخ دمشق : ١٢ / ١٥٨ » .
وقال ابن حزم في الإحكام « ٤ / ٥٨١ » : « أوَليس ابن عباس يقول : أما تخافون أن يخسف الله بكم الأرض ! أقول لكم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ! وكان إسحاق بن راهويه يقول : من صح عنده حديث عن النبي صلىاللهعليهوآله ثم خالفه يعني باعتقاده ، فهو كافر » .
أقول : المتوكل نموذجٌ للحاكم القرشي الذين عظَّموه وضخَّموه ! وقد كان متجاهراً بالفحشاء ، غارقاً في الدُّون من قرنه الى قدمه ، ومن أصله الى فصله .
كانت عقيدة المتوكل وسياسته مضادةً لآبائه !
كان الخلفاء العباسيون الى الواثق مُنَزِّهِين لله تعالى ، يرفضون أفكار التجسيم وأحاديثه الموضوعة . ومنها مقولة أن القرآن قديمٌ لأنه كلام الله تعالى وجزءٌ منه !
فقد أجاب المنزهة على هذه المقولة بأن الله تعالى وجودٌ غير مركب ، والقرآن كلامه المخلوقٌ ، وكل شئ ما عداه عز وجل فهو مخلوق .
وأمر المأمون بتأديب من يقول بقدم القرآن لأنه يجعله إلهاً مع الله تعالى !