وغيره ، وكان إماماً في اللغة والأدب ، قتله المتوكل لأنه قال له : أيمُّا أحب إليك : ابناي المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين ؟ فغض ابن السكّيت من ابنيه وذكر عن الحسن والحسين ما هما أهله ، فأمر مماليكه فداسوا بطنه ، فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم . وقيل إن المتوكل لما سأل ابن السكيت عن ولديه وعن الحسن والحسين قال له ابن السكيت : والله إن قنبراً خادم علي خير منك ومن ولديك ! فقال المتوكل : سُلُّوا لسانه من قفاه ، ففعلوا به ذلك فمات لساعته ، في رجب في هذه السنة المذكورة ، وكان عمره ثمانياً وخمسين سنة » .
ولايصح قوله عن عمر ابن السكيت ، لأنه كان شاباً سنة ١٨٣ ، عند شهادة الإمام الكاظم عليهالسلام فلا بد أن يكون عمره عندما قتل في السبعينات أو الثمانينات .
وقد أجمع المؤرخون على ذم المتوكل العباسي لقتله هذا العالم ظلماً ، وبغضاً لعلي وأهل البيت عليهمالسلام . وترجموا لابن السكيت ومدحوه ، وذكروا أن مؤلفاته بلغت نحو ثلاثين مؤلفاً ، والذي وصلنا منها كتاب إصلاح المنطق فقط . راجع : مقدمة المعارف لابن قتيبة ، ووفيات الأعيان : ٦ / ٣٩٥ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٥ . وغيرها من المصادر .
وقال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب : ٢ / ١٠٦ : « فأمر بسلِّ لسانه من قفاه رحمه الله ورضي عنه ، ويقال أنه حمل ديته إلى أولاده » !
وقال النجاشي في رجاله / ٤٤٩ : « يعقوب بن إسحاق السكيت ، أبو يوسف كان متقدماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلام ، وله عن أبي جعفر رواية ومسائل ، وقتله المتوكل لأجل التشيع ، وأمره مشهور ، وكان وجهاً في علم العربية واللغة ثقة صدوقاً لا يطعن عليه » .