فلم ألبث أن خرج قال : أدخل ، فدخلت الدار التي كان فيها محبوساً فإذا هو ذا بحياله قبر يحفر ، فدخلت وسلمت وبكيت بكاءً شديداً ، قال : ما يبكيك ؟ قلت : لما أرى . قال : لا تبك لذلك فإنه لا يتم لهم ذلك . فسكن ما كان بي فقال : إنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه ودم صاحبه الذي رأيته . قال : فوالله ما مضى غير يومين حتى قتل وقتل صاحبه » .
روى الخصيبي في الهداية الكبرى / ٣٢٢ : « عن الحسن بن مسعود وعلي وعبيد الله الحسني ، قال : دخلنا على سيدنا أبي الحسن عليهالسلام بسامرا وبين يديه أحمد بن الخصيب ومحمد وإبراهيم الخياط ، وعيونهم تفيض من الدمع ، فأشار الينا عليهالسلام بالجلوس فجلسنا وقال : هل علمتم ما علمه إخوانكم ؟ فقلنا : حدثنا منه يا سيدنا ذكراً . قال : نعم ، هذا الطاغي قال مسمعاً لحفدته وأهل مملكته : تقول شيعتك الرافضة إن لك قدرة ، والقدرة لا تكون إلا لله ، فهل تستطيع إن أردت بك سوءً أن تدفعه ؟ فقلت له : وإن يمسك الله بسوء فلا كاشف له إلا هو .
فأطرق ثم قال : إنك لتروي لكم قدرة دوننا ، ونحن أحق به منكم ، لأننا خلفاء وأنتم رعيتنا . فأمسكت عن جوابه ، لأنه أراد أن يبين جبره بي ، فنهضت فقال : لتقعدن وهو مغضب ، فخالفت أمره وخرجت ، فأشار إلى من حوله : الآن خذوه ، فلم تصل أيديهم إليَّ وأمسكها الله عني ! فصاح : الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا ، فلم يستتم كلامه حتى زلزلت الأرض ورجفت !