كان في داري إلى عند أقوام أثق بهم ، ولم أترك في داري إلا حصيراً أقعد عليه . فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل وسلمت أنا ومالي ، فتشيعت عند ذلك وصرت إليه ، ولزمت خدمته ، وسألته أن يدعو لي وتوليته حق الولاية » .
وفي الثاقب / ٥٣٩ : « سمعت من سعيد الصغير الحاجب قال : دخلت على سعيد بن صالح الحاجب فقلت : يا أبا عثمان قد صرت من أصحابك ، وكان سعيد يتشيع . فقال : هيهات ! قلت : بلى والله . فقال : وكيف ذلك ؟ قلت : بعثني المتوكل وأمرني أن أكبس على علي بن محمد بن الرضا فأنظر ما فعل ، ففعلت ذلك فوجدته يصلي فبقيت قائماً حتى فرغ ، فلما انفتل من صلاته أقبل عليَّ وقال : يا سعيد ، لا يكف عني جعفر أي المتوكل حتى يقطع إرباً إرباً ! إذهب واعزب ، وأشار بيده الشريفة فخرجت مرعوباً ودخلني من هيبته ما لا أحسن أن أصفه ! فلما رجعت إلى المتوكل سمعت الصيحة والواعية ، فسألت عنه فقيل : قتل المتوكل ، فرجعنا وقلتُ بها » .
أقول : كذب سعيد ، فقد كان جلوازاً سيَّافاً عند بني العباس ، ثم ادعى التشيع !
وفي الخرائج : ١ / ٤١٢ : « حدثنا ابن أرومة قال : خرجت أيام المتوكل إلى سر من رأى فدخلت على سعيد الحاجب ودفع المتوكل أبا الحسن إليه ليقتله ، فلما دخلت عليه ، قال : تحب أن تنظر إلى إلهك ؟ قلت : سبحان الله إلهي لا تدركه الأبصار . قال : هذا الذي تزعمون أنه إمامكم ! قلت : ما أكره ذلك . قال : قد أمرت بقتله وأنا فاعله غداً وعنده صاحب البريد فإذا خرج فادخل إليه .