وهناك أيضاً جملة روايات في هذا الموضوع في كتب أهل السُنّة تتبّعها السيد العلاّمة ناصر حسين النقوي في كتابه إفحام الخصوم في نفي تزويج أُم كلثوم وفنّدها واحدة واحدة.
وقد يقول قائل : ولكن أيضاً هناك روايات وردت بخصوص هذا الزواج في كتب الحديث عند الشيعة.
نقول : إنّ هذه الروايات لا تنفع الدليمي أو غيره للاستدلال بها علىٰ العلاقة الحميمة بين عليّ عليهالسلام وعمر ; لأنّها جميعاً تدلّ علىٰ وقوع التهديد من عمر في هذه المسألة (٢) ، وهي محل تأمّل كبير عند جملة من محقّقي علماء الإمامية في أصل وقوع مثل هذا الزواج.
والحاصل : إنّ الروايات الواردة في هذا الموضوع عند السُنّة والشيعة لا يخلو أمرها من تعارض واضطراب وتأمّل ، ممّا لا يمكن الجزم معه بوقوع مثل هذا الزواج.
بل لنا هنا أن نسأل الدليمي وغيره : رويتم ـ كما في صحيح مسلم ـ أنّ عمر قال لعليّ عليهالسلام أنّه يراه : ـ أي : عليّ عليهالسلام يرىٰ عمر ـ كاذباً آثماً غادراً خائناً ; فهل يصحّ من رجل أن يزوّج ابنته طواعية لشخص يراه : كاذباً آثماً غادراً خائناً ؟!
فإن كان هذا الفعل يصحّ أن يقع طواعية من الدليمي في حقّ ابنته ، فنحن نسلّم بوقوعه من أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وإلاّ فالمسألة لا تخلو من أحد أمرين :
إمّا أنّ هذا الزواج قد حصل بالوعيد والإكراه ، كما تشير إليه روايات
__________________
(١) انظر : الكافي ٥ / ٣٤٦ باب : تزويج أُم كلثوم.