وقال ابن أبي حاتم : رأيته ولم أكتب عنه ، واعترف ابن حجر أنّ : له أشياء منكرة (١) ، وجميع أفراد أُسرته معروفون بانحرافهم عن أهل البيت عليهمالسلام ، كما قال المرزباني في الموشّح ص ٥٤ ، ٥٩.
ولسوء أهوائه ونصبه الظاهر قرّبه المتوكّل العبّاسي ودرّ عليه المعاش ، والمتوكّل معروف بعداوته لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وببوائقه الشنيعة الّتي ارتكبها لإهانة الإمام عليهالسلام ; اقرأ ما فصّله ابن الوردي وأبو الفرج الأصفهاني من جرائمه الّتي لا يحتمل القلم نقلها (٢).
واشتدّت أواصر الولاء بينه وبين المتوكّل حتّىٰ ولاّه مكّة ، وعيّنه مؤدّباً لأولاده ، وأمر له بعشرة آلاف درهم ، وعشرة تخوت من الثياب ، وعشرة أبغل تحمل له رَحله إلىٰ سرّ مَن رأى (٣).
فلا عجب من هذا الرجل أن يروي اجتماع الشعراء الماجنين عند سكينة بنت الحسين عليهالسلام (٤) !!
أو يروي متّهماً أشبه الناس برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خُلُقاً عبد الله بن جعفر تارة بأنّه : كان لا يرىٰ بأساً في الغناء والأدلّة قائمة علىٰ حرمته (٥) !
__________________
(١) ميزان الاعتدال ٢ / ٦٦ ، الجرح والتعديل ٣ / ٥٨٥ ، تهذيب التهذيب ٣ / ٢٧٠.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٠١ ، مقاتل الطالبيين : ٣٨.
(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٤٦٩.
(٤) نقله عن جدّه مصعب الوضّاع ، وهو الّذي اختلقه ; ليصرف الناس عن الوقيعة في ابنتهم سكينة بنت خالد بن مصعب ، المولعة بالغناء والترف.
(٥) انظر : تفسير الخازن ٣ / ٣٣٨ ..
لكن هذه الدعوىٰ بعيدة عن ساحة مَن أدّبه الإمام عليّ وسبطي الرحمة الحسن والحسين عليهمالسلام ، وأخذَ علمه عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وروىٰ أحاديثه ، بل الزبير نفسه وأُسرته مولعون بالغناء ، ومنهم : سكينة بنت خالد بن مصعب ، الّتي كانت تجتمع مع الشاعر الماجن عمر بن أبي ربيعة القرشي والمغنّيات يغنّين ; الأغاني ١ / ٦٧.