فلمّا قرعته بالحجّة في الملأ الحاضرين هبّ كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به » ..
ثمّ قال عليهالسلام : « اللّهمّ إنّي استعينك علىٰ قريش ومَن أعانهم ! فإنّهم قطعوا رحمي ، وصغّروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا علىٰ منازعتي أمراً هو لي » (١) ؛ وكلامه عليهالسلام هنا واضح بأنّ الخلافة حقّ ثابت له وأمر خاصّ به.
٥ ـ ثمّ انظر إلىٰ كلامه عليهالسلام لمّا انتهت إليه أنباء السقيفة ; قال : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجّت بأنّها شجرة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقال عليهالسلام : احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة (٢).
وقال عليهالسلام أيضاً : وا عجباه ! أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة (٣).
ويروىٰ له عليهالسلام في ذلك أيضاً شعراً :
فإن كنتَ بالشورىٰ ملكتَ أُمورهم |
|
|
|
فكيف بهذا والمشيرون غُيّبُ (٤) |
|
وإن كنتَ بالقربى حججتَ خصيمهم |
|
|
|
فغيرك أولىٰ بالنبيّ وأقربُ (٥) |
|
__________________
(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٨٤.
(٢) قال الشيخ محمّد عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج ١ / ١١٦ ـ : يريد من الثمرة : آل بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) يريد عليهالسلام : أنّ احتجاج القوم في السقيفة بالصحبة والقرابة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يجعلهم أهلا للخلافة لوحده ، وإنّما أحقّ الناس بهذا الأمر مَن كان النصّ فيه ، وكان أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه ، كما قال الإمام عليهالسلام في إحدىٰ كتبه إلىٰ معاوية ، وهو النصّ الّذي سيأتي الكلام عنه في الصفحات القادمة.
(٤) جمع غائب ؛ يريد بـ : « المشيرون » : أصحاب الرأي في الأمر ، وهم : عليّ عليهالسلام وأصحابه من بني هاشم.
(٥) راجع : نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٤ / ٤٤.