مصيب في أهل الجمل ، وأنّ الّذين قاتلوه بغاة ظالمون له ، ولكن لا يُكفَّرون ببغيهم ..
وقال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السُنّة : أجمعوا أنّ عليّاً مصيب في قتاله أهل الجمل : طلحة والزبير وعائشة بالبصرة ، وأهل صِفّين : معاوية وعسكره (١). انتهىٰ.
وهذا النصّ المتقدّم في بيان عقيدة أهل السُنّة في قتال أمير المؤمنين عليهالسلام لأهل الجمل وصِفّين والنهروان لا يختلف فيه الإمامية عن أهل السُنّة إلاّ في مسألة واحدة ، وهي تكفير مَن حارب الإمام عليهالسلام ..
وقد استندوا في قولهم هذا ، لِما ورد في الحديث الصحيح عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « حرب عليّ حربي ، وسلمه سلمي » (٢) ..
وحرب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كفر بلا خلاف ، فينبغي أن يكون حرب عليّ مثله ; لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد التشبيه بينهما في الأحكام ، أي : حكم حربك حربي ، وإلاّ فمحال أن يريد نفس حربك حربي ; لأنّ المعلوم خلافه ..
__________________
(١) فيض القدير ٦ / ٤٧٤.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٢ / ٢٩٧ ; وعدّه ممّا ثبت عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأخبار الصحيحة ..
وانظر في معنىٰ الحديث : مسند أحمد ٢ / ٤٤٢ ، سُنن الترمذي ٥ / ٣٦٠ ح ٣٩٦٢ ; يرويه بسند صحيح إلىٰ زيد بن أرقم ، سنن ابن ماجة ١ / ٥٢ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٦١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٩ ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة ـ ٧ / ٥١٢ ، صحيح ابن حبان ١٥ / ٤٣٣ ، المعجم الصغير ٢ / ٣ ، المعجم الأوسط ٣ / ١٧٩ ، المعجم الكبير ٣ / ٤٠ ، ذخائر العقبىٰ : ٢٥ ، تاريخ بغداد ٧ / ١٤٤ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٥٧ ، أُسد الغابة ٣ / ١١ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٥٨ ، ترجمة الإمام الحسن ـ لابن عساكر ـ : ٩٩ ، ١٤٣ .. والحديث المذكور مروي بطرق كثيرة وألفاظ متقاربة ربّما تجاوزت حدّ التواتر من طريق الفريقين.