وقد مرّت بنا الأحاديث الواردة في أنّ حرب عليّ أو حرب فاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام حربه صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلمهم سلمه (١) ، وأنّهم سفينة النجاة ، مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق (٢) ، الّتي تكشف بوضوح عن وجوب اتّباعهم وعدم مفارقتهم أو مخالفتهم ، وهذا هو معنىٰ كونهم : « حجج الله » علىٰ الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد ورد ذكر أهل البيت عليهمالسلام كونهم حجج الله في أحاديث صريحة روتها كتب القوم ، نذكر منها :
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا وهذا ـ يعني عليّاً ـ حجّة علىٰ أُمّتي يوم القيامة » (٣).
ومنها ، قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنا وعليّ حجّة الله علىٰ عباده » (٤).
وأخرج الطبري الشافعي في كتابيه ذخائر العقبىٰ والرياض النضرة : عن أنس بن مالك ، أنّه قال : كنت عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فرأىٰ عليّاً مقبلاً ، فقال : « يا أنس ! ». قلت : لبيك. قال : « هذا المقبل حجّتي علىٰ أُمّتي يوم القيامة » (٥).
__________________
يخرّجه عن : الطبري وابن مردويه بعدّة طرق ، وأبي نعيم في المعرفة ، والديلمي وابن عساكر بطريقين ، وابن النجّار ، والضياء في المختارة ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم في المستدرك وصحّحه ، شواهد التنزيل ١ / ٣٨٣.
(١) انظر : ص ١٩٣ وص ٢١٠ وص ٢١١.
(٢) انظر : ص ١٦٥.
(٣) كنز العمّال ١١ / ٦٢٠ عن الخطيب ، عن أنس ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٩ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩٢.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٠٩ ، ذيل تاريخ بغداد ٤ / ٦٦ ؛ وفيه : « أنا وأنت حجّة الله تعالىٰ علىٰ خلقه يوم القيامة ».
(٥) الرياض النضرة ٣ / ١٥٩ ، ذخائر العقبىٰ : ٧٧ ، جواهر المطالب : ١٩٣.