بأنّ كلام الإمام عليّ بن أبي طالب هو أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالىٰ وكلام نبيّه ، وأغزره مادّة ، وأرفعه أُسلوباً ، وأجمعه لجلائل المعاني (١).
ويقول الدكتور زكي نجيب محمود : ونجول في أنظارنا في هذه المختارات من أقوال الإمام عليّ ، الّتي اختارها الشريف الرضي (٢) ( ٩٧٠ م ـ ١٠١٦ ) وأطلق عليها : نهج البلاغة ، لنقف ذاهلين أمام روعة العبارة وعمق المعنى ..
فإذا حاولنا أن نصنّف هذه الأقوال تحت رؤوس عامّة تجمعها ، وجدناها تدور ـ علىٰ الأغلب ـ حول موضوعات رئيسية ثلاثة ، هي نفسها الموضوعات الرئيسية الّتي ترتد إليها محاولات الفلاسفة ، قديمهم وحديثهم علىٰ السواء ، ألا وهي : الله والعالم والإنسان.
__________________
شارك في مناصرة الثورة العرابية ، وسجن علىٰ أثرها ثلاثة أشهر ، ونفي إلىٰ بلاد الشام ، أصدر جريدة « العروة الوثقى » مع صديقه وأُستاذه جمال الدين الأفغاني.
له عدّة مؤلّفات ، منها : تفسير القرآن الكريم ، تعليقة علىٰ نهج البلاغة ، رسالة الواردات في الفلسفة والتصوّف ، شرح مقامات البديع الهمداني ... وغيرها.
راجع : الأعلام ٧ / ١٣١ ، معجم المؤلّفين ١ / ٢٧٢ ، في الأدب الحديث ـ لعمر دسوقي ـ : ٢٢٧ ـ ٢٥٦.
(١) نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٥.
(٢) محمّد بن الحسين بن موسىٰ العلوي الحسيني الموسوي : ولد سنة ٣٥٩ هـ في بغداد ، كان يلقّب بـ : « ذي الحسبين » ، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده ، توفّي ببغداد سنة ٤٠٦ هـ.
عالم أديب شاعر ، من مؤلّفاته : ديوان شعر كبير ، طيف الخيال ، خصائص الأئمّة ، تلخيص البيان في مجازات القرآن ...
راجع : الأعلام ٦ / ٩٩ ، معجم المؤلّفين ٩ / ٢٦١ ، وفيات الأعيان ـ لابن خلكان ـ ٢ / ٢ ـ ٥ ، تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٣.