قال الدليمي :
« يقول تعالىٰ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) (١).
ـ قال : ـ فأفرد تعالىٰ لنفسه طاعة ولرسوله صلىاللهعليهوسلم طاعة ولم يفرد لأُولي الأمر طاعة مستقلّة بهم ، إنّما طاعتهم داخلة تحت طاعة الله وطاعة رسوله ، وأرشد عند النزاع أن نردّ الأمر إلىٰ الله والرسول ولم يقل : ( أُولي الأمر ) ، فلم يجعل لأُولي الأمر شيء عند النزاع ، فليس هناك أحد يُردّ إليه الأمر عند النزاع غير الله والرسول.
وإليك ما ورد عن سيدنا عليّ رضياللهعنه في نهج البلاغة من تفسير هذه الآية طبّقه علىٰ نفسه لمّا نازعه القوم فردّهم إلىٰ كتاب الله ولم يردّهم إلىٰ نفسه : ( ولمّا دعانا القوم إلىٰ أن يحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب الله ، وقد قال الله سبحانه : ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ) ؛ فردّه إلىٰ الله أن نحكم بكتابه ، وردّه إلىٰ الرسول أن نأخذ بسُنّته ). ج ٢ ص ٥.
__________________
(١) سورة النساء : الآية ٥٩.