قال : فقلت له : إنّ كثيراً من الناس يقولون إنّها من كلام الرضي رحمه الله تعالى.
فقال : أنّىٰ للرضي ولغير الرضي هذا النفَس وهذا الأُسلوب ؟! وقد وقفنا علىٰ رسائل الرضي وعرفنا طريقته في الكلام المنثور ...
ثمّ قال : والله ! لقد وقفت علىٰ هذه الخطبة في كتب صُنّفت قبل أن يُخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط مَن هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يُخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي » (١).
ثمّ يعلق ابن أبي الحديد علىٰ هذه الخطبة نفسها فيقول : « وقد وجدت أنا كثيراً من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي ، إمام البغداديّين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يُخلق الرضي بمدّة طويلة.
ووجدت أيضاً كثيراً منها في كتاب أبي جعفر بن قبّة ... وكان من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالىٰ ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالىٰ موجوداً » (٢).
وعندما ترجم الإمام الزيدي يحيىٰ بن حمزة العلوي ، المتوفّىٰ سنة ٧٤٥ هـ ، لعليّ عليهالسلام قال : « وأعظم كلامه : ما حواه كتاب نهج البلاغة ، وقد تواتر نقله عنه ، واتّفق الكلّ علىٰ صحّته » (٣).
قال الكاتب المصري محمّد عبد الغني حسن : « ولن نعيد هنا القول
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٢٠٥.
(٢) شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦.
(٣) مشكاة الأنوار : ١٧٥.