غريب الحديث : أي يصيب الرعية فيه عنف وظلم كأنّهم يُعضّـون فيه عضّاً (١). انتهىٰ.
وفي حديث صحّـحه الحاكم في مستدركه ، وحسنّه ابن حجر في فتح الباري : يا رسول الله ! هل أحد خيرٌ منّا ، أسلمنا معك وجاهدنا معك ؟! قال : « قوم يكونون من بعدكم ، يؤمنون بي ولم يروني » (٢).
وأيضاً أخرج أحمد في مسنده : عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه أتىٰ مقبرة فسلّم علىٰ أهل المقبرة فقال : « سلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون ». ثمّ قال : « وددت أنّا قد رأينا إخواننا ».
قال : فقالوا يا رسول الله ! ألسنا بإخوانك ؟!
قال : « بل أنتم أصحابي ، وإخواني الّذين لم يأتوا بعد ، وأنا فرطهم علىٰ الحوض ».
فقالوا : يا رسول الله ! كيف تعرف مَن لم يأتِ من أُمّتك بعد ؟!
قال : « أرأيت لو أنّ رجلاً كان له خيل غرّ محجّلة بين ظهراني خيل بهم دهم ، ألم يكن يعرفها ؟! ».
قالوا : بلى.
قال : « فإنّهم يأتون يوم القيامة غرّاً محجّلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم علىٰ الحوض » ، ثمّ قال : « ألا ليذادنّ رجال منكم عن حوضي كما يُذاد البعير الضالّ ، أُناديـهم : ألا هلمّ ، فيقال : إنّهم بدّلوا بعدك. فأقول : سحقاً سحقاً » (٣). انتهىٰ.
__________________
(١) النهاية في غريب الحديث ٢ / ٢٥٣.
(٢) المستدرك علىٰ الصحيحين ٤ / ٨٥ ، فتح الباري ٧ / ٥.
(٣) مسند أحمد ٢ / ٣٠٠ ; وانظر : صحيح مسلم ١ / ١٥٠ ، صحيح ابن خزيمة ١ / ٧.