ز ـ ما رواه محمّد بن الحسن الصفار في البصائر : عن علي بن إبراهيم ابن هاشم ، قال : حدثنا القاسم بن الربيع الوراق ، عن محمّد بن سنان ، عن صباح المدائني ، عن المفضل ، أنه كتب إلى أبي عبد الله عليهالسلام فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله (عليهالسلام) :
أمّا بعد ، فإنّي أوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته ، فإنّ من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله ، والطمأنينة ، والاجتهاد ، والأخذ بأمره ، والنصيحة لرسله ، والمسارعة في مرضاته ، واجتناب ما نهى عنه ، فإنه من يتق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله ، وأصاب الخير كلّه في الدنيا والآخرة ، ومن أمر بالتقوى فقد أفلح الموعظة ، جعلنا الله من المتقين برحمته.
جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه ، فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك ، ألبسنا الله وإيّاك عافيته في الدنيا والآخرة.
__________________
ولهذا استدل بالآية على انه لا يجوز للجنب والحائض والمحدث ان يسموا القرآن ، لأن الضمير في « يمسه » ـ عند الطوسي ـ راجع إلى القرآن ـ وإن كان الكتاب هو اللوح المحفوظ ـ بقرينة قوله تعالى : (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).
انظر : جامع البيان ٢٧ : ١١٨ ، والتبيان ٩ : ٥١٠ ، والجامع لاحكام القرآن ١٧ : ٢٢٤ ، والدر المنثور ٦ : ١٦١.
اما ما جاء في لسان الرواية من قوله عليهالسلام : (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) عقيب وصف كتاب علي عليهالسلام بـ (الكتاب المكنون) فهو اما إشارة منه عليهالسلام الى المصحف الذي جمعه أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعرف باسم : « مصحف علي » عند الجميع ، وبين فيه ناسخ القرآن ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، وعامه وخاصة ، ومطلقه ومقيده ، وأسباب نزوله ، وما عساه يشكل من بعض جهاته. ولا ينكره الا مكابر ، وعندئذ تكون الإشارة للقرآن الكريم نفسه ، وان سمي بكتاب علي ، كما هو الحال في تسميتهم مصحف عبد الله بن مسعود ، ومصحف ابن عباس ، ومصحف عثمان ، وغيرها.
واما كون « كتاب علي » عليهالسلام غير مصحفه كالجفر مثلا ، أو الجامعة كما في أعيان الشيعة ١ : ٥٣٩ فهذا لا اشكال فيه أيضا ، ومعناه : انه مصون عند الأئمة الأطهار من ولد علي عليهالسلام ، وهم الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وعلى هذا الوجه يكون استشهاد الإمام بالآية قد جاء من هذا الباب ، فتأمل.