.................................................................................................
______________________________________________________
وعلى الجملة : الرواية عن الشخص لا تستلزم الاعتراف بوثاقته بعد ما سمعت عن النجاشي التصريح بأنّ الكشي يروي عن الضعفاء كثيراً ، فإنّ شأن المحدّث : الحديث عن كلّ من سمع منه. وعليه ، فكيف يعتمد على روايته عن ابن قتيبة ، ويستدلّ بذلك على توثيقه بعد جواز كونه من أُولئك الضعفاء؟! وأمّا عبد الواحد بن عبدوس : فقد عمل الصدوق بروايته ، وقد صرّح في موردٍ من العيون بعد ذكر رواية عنه ورواية عن غيره أنّ روايته أصحّ (١).
فلا إشكال في أنّه يرى صحّة رواية الرجل ، لتصريحه بذلك لا لمجرّد أنّه شيخه ، ففي مشايخه : أحمد بن حسين أبو نصر ، الذي يقول الصدوق في حقّه : أنّه لم أرَ أنصب منه (٢) ، لأنّه كان يقول : اللهمّ صلّى على محمّداً فرداً ، كي لا يدخل فيه الآل عليهم الصلاة والسلام ، فهو محدّث ينقل عن كلّ أحد ولم يلتزم أن يروي عن الثقات فحسب ، بل له مشايخ كثيرون لعلّ عددهم يبلغ الثلاثمائة وفيهم البر والفاجر ، بل الناصب بالحدّ الذي سمعت.
وعلى الجملة : فهو يصحّح الرواية عن الرجل المزبور كما عرفت.
ولكنّ التصحيح غير التوثيق ، فإنّ معناه : حجّيّة الرواية والاعتماد عليها ، ولعلّ ذلك لبناء الصدوق على أصالة العدالة الذي كان معروفاً عند القدماء ، بل أنّه (قدس سره) لم ينظر في سند الرواية بوجه ، وإنّما يعتمد في ذلك على ما رواه شيخه ابن الوليد كما صرّح (قدس سره) بذلك (٣) ، فهو تابع له ومقلّد من هذه الجهة ، ومن المعلوم أنّ ذلك لا يكفي في الحجّيّة عندنا.
نعم ، لو وثّقه أو مدحه كفى ، ولكنّه لم يذكر شيئاً من ذلك ، وانّما هو مجرّد
__________________
(١) عيون اخبار الرضا عليه السلام ٢ : ١٢٧ / ٢.
(٢) معاني الأخبار : ٥٦ / ٤ ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ٢ : ٢٧٩.
(٣) الفقيه ١ : ٣ ٥ ، وج ٢ : ٥٥ / ١٨.