وقال الامام علي : « أيّها الناس إنّ أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه ، وأعلمهم بأمر اللّه فإن شغب شاغب استعتب فإن أبي قوتل » (١).
وقال ( صلوات اللّه عليه ) أيضاً عندما قال قال كلام « إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص ، فقلت : بل أنتم واللّه لأحرص وأبعد ، وأنا أخصّ وأقرب ، وانّما طلبت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه وتضربون وجهي (٢).
وقال الامام السبط الطاهر الحسين بن علي عليهماالسلام فما الامام إلا الحاكم بالكتاب ، الدائن بدين الحق ، القائم بالقسط ، الحابس نفسه على ذات اللّه (٣).
وأين هذه الملاكات والضوابط ممّا جاء في احتجاجات المهاجرين والأنصار وكأنّهم لم يسمعوا قول اللّه سبحانه : ( أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون ) (٤).
ما سمعت من الكلمات ، كانت احتجاجاتهم وشعاراتهم في نادي السقيفة وأمّا ما قاموا به من الأعمال المخزية أو ما صدر منهم من الضرب والسباب ، فحدّث عنه ولا حرج. وبذلك تقف على أنّه لم تكن هنا أي مشورة ، ولا تلاقح فكري وانّما كان أشبه بملعب يتسابق فيه لأخذ كرة الخلافة بأي طريق حصل وإن كنت في شك منها فاستمع لما نتلوه عليك من المصادر الموثقة.
هذا الحباب بن المنذر الصحابي البدري الأنصاري قد انتضى سيفه على أبي بكر وكان داعياً إلى قيادة الأنصار وقال : « واللّه لا يرد عليَّ أحد ما أقول إلا
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، قسم الخطب برقم ١٧٣.
٢ ـ نهج البلاغة ، قسم الخطب برقم ١٧٢.
٣ ـ روضة الواعظين ٢٠٦.
٤ ـ الأنبياء / ١٠٥.