تستخلفوا أحدكم.
ثم قال لصهيب : « صلّ بالناس ثلاثة أيام وأدخل هؤلاء الرهط بيتاً وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ... وإن اتّفق أربعة وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ... فان رضى ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا ، فحكّموا عبد اللّه بن عمر فإن لم يرضوا بحكم عبد اللّه بن عمر ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمان بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عمّا اجتمع عليه الناس » (١).
« فلما دفن عمر جمعهم أبو طلحة ووقف على باب البيت بالسيف في خمسين من الأنصار ، حاملي سيوفهم ثم تكلّم القوم وتنازعوا فأوّل ما عمل طلحة أنّه أشهدهم على نفسه أنّه قد وهب حقّه من الشورى لعثمان ، وذلك لعلمه أنّ الناس لا يعدلون به عليّاً وعثماناً ، وانّ الخلافة لا تخلص له وهما موجودان فأراد تقوية أمر عثمان وإضعاف جانب علي عليهالسلام بهبة أمر لا انتفاع له به ولا تمكّن له منه.
ولمّا رأي الزبير أنّ علياً قد ضعف ، وانخذل بهبة طلحة حقه لعثمان دخلته حميّة النسب فوهب حقه من الشورى لعلي. لأنّه ابن عمّته. وهي صفية بنت عبد المطلب وأبو طالب خاله.
وقال سعد بن أبي وقاص : أنا قد وهبت حقي من الشورى لابن عمي عبد الرحمان وذلك لأنّهما من بني زهرة ولعلمه أنّ الأمر لا يتم له.
فلما لم يبق إلا الثلاثة. علي وعثمان وعبد الرحمن ولكن واحد صوتان وبما أنّ عمر بن الخطاب قال في وصيته لأبي طلحة الأنصاري : بأنّه إذا تساوت الآراء فرجّح الفئة التي فيها عبد الرحمن بن عوف. ومن المعلوم أنّ عبد الرحمان ما كان يميل إلى علي ويترك نفسه أو صهره عثمان ، ولأجل ذلك قام بلعبة اُخرى يريد بها
__________________
١ ـ تاريخ الطبري ٣ / ٢٩٤.