حتى يسّد به أفواه المعترضين بالقدر الميسور. وكانت الغاية واضحة لدى المطّلعين على خبايا الاُمور. منهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام حيث قال لعمّه العباس : عُدل بالأمر عنّي يا عم قال : وما عيبك ، قال : قرن بي عثمان ، وقال عمر : كونوا مع الأكثر فان رضى رجلان رجلاً ، ورجلان ورجلاً ، فكونوا مع عبد الرحمان بن عوف ، فسعد لا يخالف ابن عمه ( عبد الرحمان بن عوف ) وعبد الرحمان صهر عثمان لا يختلفان (١).
وقال ابن عباس : الرجل يريد أن يكون الأمر في عثمان (٢).
وقد نال الخليفة بغيته من خلال الاُمور التالية :
١ ـ إنّ الشخصيات المشاركة في الشورى فرضت من جانب الخليفة وقد احتكر ذلك الحق لنفسه وسلبه عن الاُمة ـ ولو كان الانتخاب بيد الاُمة ربّما كان المصير على خلاف ما أراده. فأدخل في الشورى رجالاً يسيرون على الخط الذي رسمه الخليفة في نفسه.
وبرّر الخليفة حصر أعضاء الشورى فيهم بأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مات وهو راض عنهم وهو تبرير تافه ، فانّ النبي مات وهو راض عن غير هؤلاء أيضاً ولقد أثنى على عدّة من أصحابه كأبي ذر الغفاري وعمّار بن ياسر وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وأبي أيوب مضيّفه صلىاللهعليهوآلهوسلم وغيرهم بيد أنّ هؤلاء لمّا كانوا لا يحققون مطامع الخليفة أعرض عنهم وأدلى بأسماء هؤلاء الذين يتجاوبون مع ما يريد.
٢ ـ انتخب رجالاً لعضوية الشورى كانوا مختلفي النزعة والهوى ولكن
____________
١ ـ شرح النهج ١ / ١٩١.
٢ ـ شرح النهج ١ / ١٨٩.