وقد عقد الكليني في الكافي باباً أسماه « انّ الدعاء يرد البلاء والقضاء » ومن جملة أحاديث هذا الباب عن حماد بن عثمان قال : سمعته يقول : « انّ الدعاء يردّ القضاء ينقضه كما ينقض السلك وقد اُبرم إبراماً » (١).
وروى عن أبي الحسن موسى عليهالسلام : « عليكم بالدعاء فإنّ الدعاء للّه والطلب إلى اللّه يرد البلاء وقد قدر وقضى ولم يبق إلاّ امضاؤه فإذا دعى اللّه عزّوجلّ وسئل ، صرف البلاء صرفة » (٢).
وأخرج الحاكم عن ابن عباس ـ رضي اللّه عنه ـ ، قال : لا ينفع الحذر عن القدر ولكن اللّه يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر.
قال : وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف وابن أبي الدنيا في الدعاء عن ابن مسعود ـ رضي اللّه عنه ـ قال : ما دعا عبد بهذه الدعوات إلاّ وسع اللّه له في معيشته : « يا ذا المنّ ولا يمنّ عليه ، يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول ، لا إله إلاّ أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ، ومأمن الخائفين إن كنت كتبتني عندك في اُمّ الكتاب شقياً فامح عنّي اسم الشقاء واثبتني عندك سعيداً ، وإن كنت كتبتني عندك في اُمّ الكتاب محروماً مقتراً على رزقي ، فامح حرماني ويسّر رزقي واثبتني عندك سعيداً موفقاً للخير فإنّك تقول في كتابك الّذي أنزلت : ( يمحوا اللّه ما يشاء ويثبت وعنده اُم الكتاب ) (٣).
وروى أيضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( يسأله من في
__________________
١ ـ الكافي ج ٢ باب انّ الدعاء يرد القضاء ص ٤٦٩ الحديث ١.
٢ ـ المصدر نفسه ص ٤٧٠ الحديث ٨.
٣ ـ السيوطي ، الدر المنثور ٤ / ٦٦.