أولى بهم من أنفسهم ، فقال : « فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
٤ ـ إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ذكر قبل بيان الولاية قوله : « كأنّي دعيت فأجبت » أوما يقرب من ذلك ، وهويعرب أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يبق من عمره إلا قليل يحاذر أن يدركه الأجل ، فأراد سد الفراغ الحاصل بموته ورحلته بتنصيب عليّ إماماً وقائداً من بعده.
هذه القرائن وغيرها الموجودة في كلامه ، توجب اليقين بأنّ الهدف من هذا النبأ في ذلك المحتشد العظيم ليس إلا إكمال الدين واتمام النعمة من خلال ما أعلن عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم انّ علياً قائد وإمام الاُمّة ، ومن أراد التوسع في الاطلاع على هذه القرائن فليرجع إلى الأثر القيّم الغدير (١).
لا يشك من درس مضمون حديث الغدير وما حوله من القرائن يقف على أنّ المراد منه هونصب علي للامامة والخلافة وهذا هوالذي فهمه الحضّار من المهاجرين والأنصار في ذلك المحفل كما فهمه من بلغه النبأ بعد حين ممّن يُحتجّ بقوله في اللغة ، وتتابع هذا الفهم فيمن بعدهم من الشعراء ورجال الأدب إلى العصر الحاضر ، وهذا هوحسّان بن ثابت الحاضر مشهد الغدير وقد استأذن رسوله اللّه أن ينظم الحديث في أبيات منها قوله :
وقال له قم يا علي فانّني |
|
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا (٢) |
حتى أنّ عمروبن العاص الذي لا يخفى عداؤه لعلي على أحد يقول في قصيدته التي أرسلها إلى معاوية شاكياً إيّاه :
وكم قد سمعنا من المصطفى |
|
وصايا مخصّصة في علي |
__________________
١ ـ الغدير ١ / ٣٧٠ ، وقد ذكر هناك ما يقرب من عشرين قرينة على ما هوالمراد من الحديث.
٢ ـ رواة غير واحد من حفاظ الفريقين لاحظ الغدير ٢ / ٣٥ ـ ٣٧.