الغفاري. وأحمد أمين في فجر إسلامه (١ / ١٣٦) (١) ومحمد أحمد جاد المولى بك في : إنصاف عثمان (ص ٤١ ـ ٤٥) ، وصادق إبراهيم عرجون في : عثمان بن عفّان (ص ٣٥) ، وعبد الوهاب النجّار في : الخلفاء الراشدون (ص ٣١٧) ، ومن حذا حذوهم ممّن اقتحم معارك التاريخ والأبحاث الخطرة من دون مُنّة (٢) علميّة تنقذهم من القحمة وصرعة الاسترسال التي لا تُستقال ، لكنّهم لم يألوا بأكثر ممّا فنّدناه ، غير ما ذكره بعضهم (٣) من أنّ أبا ذر أخذ المبدأ الشيوعيّ من عبد الله بن سبأ استناداً إلى رواية الطبري السابقة في (ص ٣٢٦ و ٣٤٩) عن السري ، عن شعيب ، عن سيف ، عن عطيّة ، عن يزيد الفقعسي ، وقد عرّفناك هنالك ما في رجالها من أفّاك وضّاع ، أو معتدٍ أثيم ، أو ضعيف متّفق على ضعفه ، أو مجهولٍ لا يُعرف ، وما في متنها من ملامح الكذب وآثار الافتعال.
على أنّ عبد الله بن سبأ المعروف باليهوديّة والإفساد وتفريق كلمة المسلمين الذي عزوا إليه ثورة المصريّين ، وأنّه يمّم الحواضر الإسلاميّة لإلقاح الفتن وإثارة الملأ على خليفة الوقت ، وبثِّ تلكم المبادئ التعيسة ، ولم ينظر إليه رامقٌ شزراً ، ولا وقع عليه قبض من سلطات الوقت ، ولا أصابه نفي عن الأوساط الدينيّة ، وقد تُرك يلهو ويلعب كما تشاء له الميول والشهوات ، لكن النقمات كلّها توجّهت على الأبرار من صحابة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والتابعين لهم بإحسان كأبي ذر ، وعبد الله بن مسعود ، وعمّار بن ياسر ، ومالك بن الحارث الأشتر ، وزيد وصعصعة ابني صوحان ، وجندب بن زهير ، وكعب بن عبدة الناسك ، ويزيد الأرحبي العظيم عند الناس ، وعامر بن قيس الزاهد الناسك ، وعمرو بن الحَمِق المعروف بدعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم له ، وعروة البارقي الصحابيّ الجليل ، وكميل بن زياد الثقة الأمين ، والحارث الهمداني الفقيه الثقة (٤) فمن منفيّ هلك
__________________
(١) فجر الإسلام : ص ١١٠.
(٢) المُنّة : القدرة.
(٣) كالخضري وأحمد أمين. (المؤلف)
(٤) سيوافيك حديث أمرهم في الجزء التاسع بإذن الله تعالى. (المؤلف)