تهذيب التهذيب (١) ( ٦ / ١٧٠ ).
١٥ ـ قال أبو عمرو الزاهد : أخبرني عليّ بن محمد بن الصائغ عن أبيه أنّه قال : رأيت الحسين وقد وفد على معاوية زائراً ، فأتاه في يوم جمعة وهو قائمٌ على المنبر خطيباً ، فقال له رجلٌ من القوم : يا أمير المؤمنين ائذن للحسين يصعد المنبر ، فقال له معاوية : ويلك دعني أفتخر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : سألتك بالله يا أبا عبد الله أليس أنا ابن بطحاء مكة ؟ فقال : إي والذي بعث جدّي بالحقِّ بشيراً. ثم قال : سألتك بالله يا أبا عبد الله أليس أنا خال المؤمنين ؟ فقال : إي والذي بعث جدّي نبيّاً ، ثم قال : سألتك بالله يا أبا عبد الله أليس أنا كاتب الوحي ؟ فقال : إي والذي بعث جدّي نذيراً. ثم نزل معاوية وصعد الحسين بن عليّ فحمد الله بمحامد لم يحمده الأوّلون والآخرون بمثلها ثم قال : حدّثني أبي عن جدّي عن جبريل عن الله تعالى : أنَّ تحت قائمة كرسيِّ العرش ورقة آس خضراء مكتوب عليها : لا إله إلّا الله ، محمد رسول الله ، يا شيعة آل محمد لا يأتي أحدكم يوم القيامة يقول : لا إله إلّا الله إلّا أدخله الله الجنّة ، فقال له معاوية : سألتك بالله يا أبا عبد الله من شيعة آل محمد ؟ فقال : الذين لا يشتمون الشيخين أبا بكر وعمر ، ولا يشتمون عثمان ، ولا يشتمون أبي ، ولا يشتمونك يا معاوية !
أخرجه ابن عساكر في تاريخه (٢) ( ٤ / ٣١٢ ، ٣١٣ ) وقال : هذا حديثٌ منكرٌ ولا أرى إسناده متّصلاً إلى الحسين.
قال الأميني : ألا تعجب من حافظ يروي مثل هذا الحديث ويراه منكراً غير مسند ؟ أليس في إسناده أبو عمرو الزاهد محمد بن عبد الواحد الذي ألّف من الأكاذيب جزءاً في فضائل معاوية ومنها هذه الأُكذوبة الفاحشة ؟ أليس فيه عليّ بن محمد الصائغ الذي قال [ عنه ] الخطيب في تاريخه ( ٣ / ٢٢٢ ) : ضعيفٌ جدّاً ؟ ألا يقول
___________________________________
(١) تهذيب التهذيب : ٦ / ١٥٦.
(٢) تاريخ مدينة دمشق : ١٤ / ١١٣ رقم ١٥٦٦.