العدم (١) ، بل وإن تخلل بما لا يخل بالاتصال عرفا (٢) وإن انفصل حقيقة (٣) كانت (٤) باقية
______________________________________________________
وعليه ، فإنكار الوحدة العقلية في الزمان «لأن الأزمنة المتعاقبة وجودات متعددة متحدة سنخا ، فالوحدة تكون عرفية لا عقلية» (١) مشكل ، لما عرفت من إناطة تعدد الوجود بتخلل العدم بين الأجزاء ، وما لم يتخلل فالموجود واحد حقيقة.
قال في الأسفار في الجواب عن بعض الإيرادات على معنى الحركة ما لفظه : «ان الحركة والزمان من الأمور الضعيفة الوجود التي وجودها يشابك عدمها ، وفعليتها تقارن قوّتها ، وحدوثها عين زوالها ، فكل جزء منها يستدعي عدم جزء آخر ، بل هو عدمه بعينه ، فان الحركة هي نفس زوال شيء بعد شيء ، وحدوث شيء قبل شيء ، وهذا النحو أيضا ضرب من مطلق الوجود ، كما أن للإضافات ضربا من الوجود» (٢)
(١) كقطعات الزمان من الليل والنهار والأسبوع والشهر ، فانه لا يتخلل بين أجزائها عدم.
(٢) كتخلل التنفس في أثناء القراءة ، وانقطاع الدم لحظة في الأيام الثلاثة ، ونحو ذلك ، فان تخلل هذا المقدار من العدم لا يخل عرفا بالاتصال المساوق للوحدة ، والمراد بـ «ما» الموصول هو العدم.
(٣) أي : بالنظر العقلي ، فان تخلل العدم مطلقا مخلّ بالوحدة العقلية ، لكونه مانعا عن تحقق الاتصال بنظره.
(٤) جواب «ما» في «ما لم يتخلل» يعني : كانت الأمور غير القارة في صورة عدم تخلل العدم أصلا أو العدم غير المخل بالاتصال عرفا باقية إمّا مطلقا أي بنظر العقل والعرف معا كما في صورة عدم تخلل العدم أصلا بين الأجزاء كما في الزمان على ما مر آنفا ، وإما بنظر العرف فقط كما في صورة تخلل العدم غير المخل بالاتصال عرفا كالسكوت اليسير المتخلل بين أجزاء القراءة وغيرها من التكلمات ، ومع صدق الشك في البقاء في الأمور التدريجية يجري فيها الاستصحاب على حذو جريانه
__________________
(١) نهاية الأفكار ، ٤ ـ ١٤٦
(٢) الأسفار الأربعة ، ٣ ـ ٣٧