والبعث (*) أو الزجر لا يكاد يتعلق به كذلك (١) ، بل لا بد (٢) من تعلقه بالأشخاص ، وكذلك الثواب أو العقاب المترتب على الطاعة أو المعصية (٣). وكأنّ غرضه (٤) من عدم دخل الأشخاص عدم دخل أشخاص
______________________________________________________
إلى تشريع الأحكام قائمة بوجودات الطبيعة ، لا بالطبيعة من حيث هي كما هو واضح.
(١) يعني : بحيث لا يكون للأشخاص دخل في التكليف وما يتبعه ، وضمير «به» راجع إلى الكلي.
(٢) إضراب على قوله : «لا يكاد» يعني : لا يكاد يتعلق التكليف بالكلي بما هو كلي ، بل لا بد من تعلقه بالأشخاص أي أفراد الكلي الموجودة خارجا.
(٣) إذ لا معنى لإطاعة الطبيعة وعصيانها بعد كونهما من الأفعال الاختيارية التي لا تصدر إلّا عن فاعل موجود خارجي ، ولا يعقل صدورها من الطبيعة من حيث هي مع الغض عن وجودها خارجا ، فان وزان الإطاعة والعصيان وزان سائر الأفعال الإرادية كالبيع والصلح والهبة ونحوها من الأفعال الصادرة من الأشخاص.
(٤) يعني : وكأنّ غرض الشيخ (قده) وهذا تقريب التوجيه ، بيانه : أن غرض الشيخ من عدم دخل الأشخاص عدم دخل خصوص الأشخاص الموجودين في زمان تلك الشرائع ، لا مطلقا حتى تكون القضية طبيعية ويرد عليه الإشكال المتقدم ، فالمقصود حينئذ أن الحكم ليس مختصا بالأشخاص الموجودين ، بل يعم جميع الأفراد من الموجودين والمعدومين ، وهذا هو القضية الحقيقية ، حيث أنها عبارة عن قضية يكون موضوع الحكم فيها الأفراد النّفس الأمرية سواء أكانت محققة أم مقدرة ، فمعنى قولنا : «كل جسم مركب» أو «كل مستطيع يجب عليه الحج» أو «كل
__________________
(*) الأولى تبديل واو العطف بـ «من» ليكون بيانا للتكليف ، إذ الثواب والعقاب المترتبان على الإطاعة والعصيان من آثار خصوص التكليف البعثي والزجري ، فإرادة مطلق التكليف بأن يكون «البعث» من عطف الخاصّ على العام مما لا يلائم التعليل ، فتدبر في العبارة.