أنه بلحاظ إضافته إلى الآخر ، وأنه حدث في زمان حدوثه وثبوته (١) أو قبله ، ولا شبهة أن زمان شكه بهذا اللحاظ (٢) إنما هو خصوص ساعة
______________________________________________________
حادث آخر ، وأنه حدث في زمان ثبوته أو قبله. وضمير «أنه» راجع إلى الاتصال ، وضميرا «إضافته ، أنه» راجعان إلى «الحادث» وقوله : «إذا كان» خبر «ولكنه»
(١) هذا الضمير وضمير «حدوثه» راجعان إلى «الآخر» والمراد بهذين اللفظين واحد وهو زمان وجوده. ولا يمكن إرادة المعنى الظاهر من زمان الحدوث وهو آن انتقاض العدم بالوجود ، وذلك لكون المفروض عدم تقارن الحادثين في الوجود ، للعلم الإجمالي بتقدم أحدهما على الآخر. فكأنه قيل : «وأنه حدث بعده أو قبله».
(٢) أي : بلحاظ إضافة الحادث إلى الحادث الآخر ، لا بالإضافة إلى أجزاء الزمان ، وغرضه من قوله : «ولا شبهة» بيان أن زمان الشك ليس مجموع الزمانين حتى يتصل بزمان اليقين كما يدعيه القائل المزبور ، وذلك لأن الشك بلحاظ الحادث الآخر من حيث التقدم والتأخر لا يحدث إلّا في الزمان الثاني كيوم الاثنين في المثال الّذي هو ظرف تحقق الحادث الآخر ، بداهة أن يوم الأحد الّذي هو زمان حدوث أحد الحادثين لا يعقل فيه الشك في التقدم على الحادث الآخر وتأخره عنه ، وإنما يعقل ذلك بعد حدوثهما معا ، وليس زمان اليقين بثبوتهما إلّا يوم الاثنين ، فيحدث الشك في التقدم والتأخر يوم الاثنين لا قبله ، فيوم الاثنين بالخصوص زمان الشك في التقدم والتأخر لا مجموع يومي الأحد والاثنين.
وعليه فان كان زمان حدوث الحادث الّذي يراد استصحابه يوم الأحد كان زمان شكه وهو يوم الاثنين منفصلا عن زمان اليقين بعدمه وهو يوم السبت.
وإن كان زمان حدوثه يوم الاثنين كان زمان شكه وهو هذا الزمان متصلا بزمان يقينه وهو يوم السبت ، لعدم تخلل يقين بالخلاف بينهما ، وحيث ان هذا الاتصال لا يحرز فلا يجري الاستصحاب في مجهولي التاريخ.