[و] هو ان الاصول (١) [يعبّر عنها] عند الاعلام [بالفاء والعين واللّام] (وما زاد) من الاصول على تلك الثلاثة يعبّر عنه (بلام ثانية) ولام (ثالثة) وذلك لأنّهم ابتدؤا في ذلك بالفعل لكثرة تصرفاته بالزيادة والنقصان.
وأخذوا الزنة من لفظ فعل ، على الترتيب ، لاشتراك مفهومه بين جميع الأفعال ، ولم يخرجوا عن مادّته ـ فيما يحتاج إليه من الزائد ـ على حروفه في الرباعي ، فالتجأوا إلى تكرير بعض حروفه ، واختاروا اللّام لطريان الحاجة عنده ، ثمّ (٢) حملوا الاسم في ذلك على الفعل.
(ويعبّر عن الزائد) على الاصول (بلفظه) أي : بلفظ ذلك الزائد فرقا بين الزائد والأصليّ ، وهذه القاعدة مطردة عندهم في كل زائد ، كما يقال : ناصر على «فاعل» ومنصور على «مفعول».
إلّا المدّغم في أصليّ فانّه يعبّر عنه بما بعده ، مثل : إدّارك ، وازّيّن ، في تدارك وتزيّن ، فان وزنهما «افّاعل» و «افّعّل» ، بتشديد الفاء ، لا ادفاعل وازفعّل.
[وإلّا] الزائد[المبدّل من تاء الافتعال] كالدال في ادّكر والطاء في إصطلح ، [فانّه] أي : المبدّل المذكور يعبّر عنه في الزنة[بالتاء] لا بلفظه فيقال : في المثالين مثلا : انّهما على زنة «افتعل» لا افدعل وافطعل رعاية للأصل ، وحذرا عن الثقل فيما هو كثير في الاستعمال ، بخلاف ما ارتكبوه في فزد ، وفحصط ، فإن أصلهما فزت وفخصت ، وأبدل الدّال والطاء من ضمير المتكلّم ، وقالوا : في وزنهما «فلد» و «فعلط» ، لأنّه تصرّف نادر ، قليل ، فلم يبالوا فيه بالثقل ، وعدم رعاية الأصل ، وعبّروا عنه بلفظه الحاقا له بالغالب فيما ليس بأصليّ.
[وإلّا] الزائد[المكرّر] الّذي حصل بتكرير حرف أصليّ [للالحاق] بكلمة اخرى ، كالباء في جلبب للالحاق بدحرج ، [أو لغيره] أي : غير الالحاق من
__________________
(١) عام على الاسم والفعل.
(٢) أي بعد الابتداء بالفعل.