لكنّها يقلب في الجمع ياء وتدغم فيها الياء الاولى ، لأن انقلاب بعض حروف العلّة إلى بعضها أولى ، مع عدم سبب القلب همزة وهو الوقوع بعد الألف فيه ، فيحصل ما هو على زنة «فعاليّ» ـ بالتشديد ـ ، ثمّ انّهم استثقلوا الياء المشدّدة في الجمع الأقصى مع عدمها في المفرد ، فحذفت المدغمة المنقلبة عن الزائدة ، وحوفظ على المنقلبة عن العلامة ، فحصل ما يوازن «الفعالى» ـ بتخفيف الياء ـ كالصحارى ، كما هو لغة بعض العرب ، رعاية لحفظ كسرة ما بعد ألف الجمع ، ويحذف الياء ـ رفعا وجرّا ـ عند التنوين كما في باب جوار ، والأكثر : يردّونها إلى الألف لتسلم عن الحذف ، ترجيحا لحفظ العلامة ، وينفتح ما قبلها ، فيحصل «الفعالى» ـ بالألف ـ.
وجاء «فعاليّ» بالتشديد ـ على قلّة في الشعر ، كقوله :
لقد اغدوا على اشق |
|
ر يغتال الصّحاريّا. (١) |
ويتعيّن «الفعالي» ـ بالياء مشدّدة ومخفّفة ـ فيما كانت الألف الممدودة فيه للالحاق ، كالعلابيّ في العلباء ، لأنّها ليست في استحقاق المحافظة كالّتي هي للتأنيث حتّى يردّ إليها لحفظها.
و «الفعاليّ» ـ بالتشديد ـ مطرد في جمع ما كان ثلاثيا ساكن الوسط مزيدا في آخره ياء مشدّدة خالية عن معنى النسبة ، كبختيّ ، وكرسيّ ، وكذا مهريّ ، لصيرورته بالغلبة اسما لنوع من الابل وان كان في الأصل لنسبة ذلك النوع إلى مهرة ابن حيدان.
وجاء : في البخاتيّ والمهاريّ ـ بخصوصهما ـ الأوجه الثلاثة الواردة في الصحارى ، ويطرد «الفعالي» ـ بتخفيف الياء ـ في جمع «فعلاة» كسعلاة ـ لا خبث الغول ـ ،
__________________
(١) هذا البيت للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان ، وأراد بالأشقر : الفرس الّذي لونه الشقرة ، وهي حمرة صافية بخلاف الشقرة في الانسان ، فانّها فيه حمرة يعلوها بياض. ويغتال : يهلك ، واستعاره لقطع المسافة بسرعة شديدة. وفي جميع نسخ «الكمال» يجتاب بدل قوله يغتال ، ومعناه : يقطع.