على صيغة الماضي المجهول : من تماددنا الثوب ، ـ أي مدّ كلّ منّا بعضا منه ـ ، وانّما اغتفر في هذه الصورة ، لما في حروف اللين من المدّ الّذي يتوصّل به إلى النطق بالساكن بعدها مع استمرار الصوت ، بخلاف الصحيح ، وما في حرف المشدّد من سهولة النطق وكونه في حكم حرف واحد متحرّك ، لشدّة الالتصاق.
واشتراط وحدة الكلمة : للاحتراز عمّا لو كانا في كلمتين ، إذا لا يتصوّر ذلك إلّا بوقوع اللين في آخر الكلمة الاولى والمدغم في أوّل الثانية والآخر محل التغيير فآثروا فيه التحرّز عن التقاء الساكنين بتحريك ذلك اللين ان لم يكن مدّة ، نحو : ولا تخشوا النّاس ، وحذفه ان كان مدّة (إِذْ قالُوا اللهُمَ)(١) ، و(يا أَيُّهَا النَّبِيُ)(٢) ، و(ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(٣) ، بحذف اللين الملاقي للام التعريف المدغمة في الثلاثة.
وان وقع المدغم فيه في آخر الكلمة في صورة الاغتفار اجتمعت ثلاثة سواكن ـ وقفا ـ ، كما في اصيمّ ـ تصغير الأصمّ ـ ودوابّ ـ جمع دابّة ـ ، ويمتنع الجمع بين أربع سواكن فما فوقها في جميع اللّغات.
(و) يغتفر ـ أيضا ـ (في) الأسماء المعدودة من غير اختصاص باللين والمدغم ، سواء كانت أسماء حروف التهجي ، (نحو : ميم ، وقاف ، وعين) ، أم غيرها ، نحو : بشر ، بكر ، عمرو ، إلى غير ذلك ، (ممّا بنى لعدم التركيب) مع الغير ، فانّ التركيب فرع الاتصال والارتباط المعنوي والأسماء المعدودة لا يتصل بعضها ببعض ولا بغيرها معنى ، وان اتّفق اتصالها لفظا ، والتركيب مع الغير شرط في الاعراب فبنيت تلك الأسماء على السكون الّذي هو الأصل في البناء ، وسكونها للبناء في حال
__________________
(١) الآية : ٣٢ الأنفال والشاهد فيها في الواو واللّام.
(٢) الآية : ٦٥ الأنفال والشاهد فيها : ألف ياء النداء ونون «النبيّ».
(٣) الآية : ٧٨ الحجّ. الشاهد : في الدّين ـ الياء من في ، والدال من ـ الدين ـ ففي هذه الموارد يجب حذف حرف اللين في التلفظ فلا ينطق به.