بيائين ـ على «تفعلين» ، وقلب الاولى ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، وياء الضمير ساكنة فحذفت المدّة الّتي هي أوّل الساكنين أعني الألف ، وامّا تخشين ـ لجماعة النّساء المخاطبات ، فوزنه «تفعلن» ، ولم يحذف منه شيء ، وكذا يخشين للغائبات.
(و) نحو : (اغزوا) على صيغة الأمر المتصلة بضمير المخاطبين من الناقص ، (وارمي) بياء المخاطبة منه ، وأصلهما : اغزووا ـ بواوين ـ ، وارميي ـ بيائين ـ ، فحذفت ضمّة الواو الاولى من الأوّل وكسرة الياء الاولى من الثاني استثقالا ، فصارت كل واحد منهما مدّة ملاقية للضمير الساكن بعدها فحذفت وبقى الضمير ، ووزنهما : «أفعوا ، وافعي» ، وكذا إرموا ، وأغزي ، واخشوا ، واخشي ، وأصلهما : إخشيوا ، واخشيي بالياء المفتوح ما قبلها قبل الضميرين فقلبت ألفا وحذفت.
(واغزنّ ، وارمنّ) بالحاق نون التأكيد الثقيلة على الأمر ، للجماعة أو المخاطبة الواحدة من الناقص المضموم عينه في المضارع أو المكسور عينه فيه ، وكذا في المضارع على صيغة المعلوم المجزوم للجمع والمخاطبة منهما ، نحو : لا تغزنّ ولا ترمنّ ، فانّ الأصل : بعذ حذف اللّام اغزونّ واغزينّ ، ولا تغزونّ ، وارمونّ وارمينّ ، ولا ترمونّ مثلا ، فالتقى الضمير الساكن والنون المدغمة ، ولو حذف الضمير دلّت عليه ضمّة ما قبله في الجمع وكسرته في المحاطبة ، لانضمام ما قبل واو الجمع وانكسار ما قبل ياء المخاطبة فيما ذكر ، بخلاف النون ، لعدم الدليل عليها عند الحذف فيفوت معنى التأكيد المقصود منها ، فلذلك حذف الضمير دونها ، ولم ينزلوها ـ من جهة عدم استقلالها (١) ـ منزلة الجزء من الفعل كما ينزّل الضميران منزلته ، حتّى يكونا كجزئين من كلمة واحدة فيغتفر التقائهما ، كراهة جعل كلمات ثلاث بمنزلة الواحدة من غير داع ، وامّا اعتبار ذلك (٢) في المثنى لتبقى الألف فلئلّا يلتبس بالمفرد ، لانفتاح ما قبل النون فيهما فلا يدل الفتحة على الألف لو حذفت ، وكذا في جماعة النّساء
__________________
(١) هكذا في النسخ الّتي بأيدينا ، إلّا انّه في بعض الشروح : عدم استثقالها وهو الأصح.
(٢) أي تنزيل النون منزلة الجزء.