الْبَناتِ)(١) ، و(أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ)(٢) ، لأن همزتهما مكسورة ففتحة الهمزة الباقية تدل على انّها استفهاميّة ، وكذا : أستحرج المال ـ بضمّ التاء ـ على البناء للمفعول وفتح الهمزة ، لأن همزة الأصليّة (٣) مضمومة ، وهكذا : أبنك صالح ـ بفتح الهمزة ـ ، لأنّ الوصلية منه مكسورة.
ثمّ ان ما ذكر من قاعدة زيادة همزة الوصل للابتداء بالساكن انّما هو فيما اعتبر سكون أوّله بنفسه من غير ان يكون طاريا بعد لحوق شيء آخر اعتبارا متأصّلا بحيث يتحقق عند الابتداء وعدمه كما في : اسم ، وابن ، (وامّا سكون) أوائل الضمائر في قولهم : (فهو ، وفهي ، وهو ، ووهي ، ولهو ، ولهي ، فعارض) طار بعد لحوق العاطف ولام الابتداء المشبّهين بالجزء ممّا يلحقانه ، لعدم استقلالهما بالمفهومية وعدم صحّة الوقف عليهما ، وبعد تنزيل تلك الضمائر معهما منزلة كلمة واحدة موازنة لنحو : عضد ، وكتف ، وصيرورة أوائلها أوساطا فيما نزل منزلة كلمة واحدة ، وسكّنت ـ تخفيفا ـ كأوساط ما يوازنها من الكلمات ، ويزول ذلك السكون عند الابتداء وانفرادها عن اللواحق ، فلذلك لم تلحق الهمزة ، فلا يرد النقض به (٤) على تلك القاعدة.
ثمّ ان هذا السكون العارض فيما ذكر(فصيح) كثير في كلام الفصحاء ، وبه قرأ الكسائي وأبو عمرو ، وقالوان عن نافع في الكتاب العزيز : (وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(٥)(وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ*)(٦) ، (فَهِيَ كَالْحِجارَةِ ، لَهِيَ الْحَيَوانُ)(٧) واسكن الهاء
__________________
(١) الآية : ١٥٣ من سورة الصّافات.
(٢) الآية : ٧٥ من سورة ص.
(٣) وفي نسخة : همزة الوصلية.
(٤) أي بعدم لحوق الهمزة.
(٥) الآية : ٢١٦ البقرة.
(٦) الآية : ٧٢ المؤمنون. و ٣٩ سبأ.