قبله ، أي نحو عنق كليهما ، أي : لا ثالث لهذين البنائين ، وهما ما كان ـ بضمّتين ـ ، وما كان ـ بكسرتين ـ ، بل لكل منهما وزنان ، أي الأصل فيهما وتسكين الوسط ، والمقصود انّ لكل واحد منهما فرعا واحدا فقط.
وفي تخصيصهما بالتعرّض لوحدة الفرع ، مع انّه لم يذكر لما قبلهما ، ـ أيضا ـ وهو نحو عضد سوى فرع واحد ـ ، إيماء لطيف إلى أنّ الفرع فيما قبلهما لا ينحصر في ذلك الواحد ، كما نقلنا انّ بعضهم جوّز فيه نقل حركة العين إلى الفاء ، ففي الاقتصار على ما ذكره من الفرع ثمّة ، ـ مع الاشعار ههنا بوجود غيره فيه ـ ، إشارة ما إلى أنّ ترك غير ما ذكره ثمّة للضعف ، أو الخلاف.
ولعلّ هذا المعنى ، أسلم ـ ممّا ذكروه ـ ، عن الايراد ، وألطف ، لكن اشتهار انحصار الوارد على كسرتين في المثالين ، ربّما يؤيّد أن يكون المراد هو الوجه الأوّل ، ولذا ، اختاره جماعة من أفاضل الشارحين ، ومنهم نجم الأئمّة رضي.
(ونحو ـ قفل ـ) ـ بضمّ الأوّل وسكون الثاني ـ (يجوز فيه) فرع واحد ، وهو (قفل) ـ بضمّتين ـ ، (على رأي) ـ يحكي عن عيسى بن عمرو ، وعن الأخفش ، إذا لم يكن صفة ، ك ـ حمر ـ ، أو معتل العين ، ك ـ سوؤ ـ ، وإنّما زعما جواز هذا الفرع ـ مع انّه أثقل من الأصلي ـ ، (لمجيئ عسر ، ويسر) ، ونكر ، ونحوها ، ـ بضمّتين ـ في كلامهم ، مع انّ البناء الأصلي المعلوم فيهما ، بكثرة الاستعمال ، وهو : ضمّ الأوّل وسكون الثاني ـ ، فانّ الاستعمال ـ بضمّتين ـ فيها قليل ، فزعما أنّهم ضمّوا الثاني ، ولم يبالوا بالثقل ، لتحصيل المشاكلة ، كما فتحوه من «فعل» ـ بالفتح فالسكون ـ ، إذا كان حلقيّا ، لمناسبة حرف الحلق للفتحة ، كما قال لبيد :
فقوما ، وقولا بالّذي تعلمانه |
|
ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر (١) |
__________________
(١) البيت للبيد بن ربيعة العامري ، يخاطب ابنتيه ويوصيهما بما تفعلان بعد موته يعني : إذا مت فقوما بالنياح وقولا في أثناء النوحة ما تعلمانه في صفاتي ، ولا تخمشا وجها ، ولا تحلقا