بالسّمن ـ ، ووجاءه بالسكين ـ ضربه ـ لكن الابدال فيه مختص بحالة الجر ـ عند ابن يعيش ـ لتحرك الهمزة بحركة ما قبلها.
(وأمّا) القلب ياء في الوقف كما في قول عبد الرّحمن بن حسان :
ولو لاهم لكنت كحوت بحر |
|
هوى في مظلم الغمرات داجي |
وكنت أذلّ من وتد بقاع |
|
(يشجّج رأسه بالفهر واجي) (١) |
(فعلى القياس) ، لسكون الهمزة وقفا ، وقياس تخفيف الساكنة المكسور ما قبلها القلب ياء ؛ لأنها جنس حركة ما قبلها على ما مرّ ، (خلافا لسيبويه) ، حيث حكم بشذوذه ، بناء على جعله من ابدال ما قياسها بين بين ، لاعتبار الضمّة الّتي هي حركته ـ عند الوصل ـ ، لكونه فاعلا لقوله : «يشجّج» فهو نحو : مستهزئون ، وذلك لعدم الاعتداد بالسكون العارض ـ وقفا ـ ، وهو ضعيف ، لدلالة الاستقراء على ثبوت الابدال المذكور في لغتهم مع السكون العارض ـ أيضا ـ.
وقد يعتذر له بأن حكمه بالشذوذ لكون الياء في ما قبله من الأبيات ياء الاطلاق الحاصلة من اشباع الحركة ، والمبدلة عن الهمزة في حكم الهمزة عندهم ، ولا تقع قافية إلّا لمثلها ، فاجراءها مجرى المطلقة وجعلها قافية لها شاذ ، وردّه المصنف بأنّ الكلام في الابدال ، وهو انّما أنشد البيت لذلك ؛ ولا منافاة بين كون الابدال قياسا وشذوذ اجراءها مجرى المطلقة.
__________________
(١) البيت لعبد الرحمان بن حسان بن ثابت من كلمة يهجو بها عبد الرحمان بن الحكم ابن أبي العاص من بني اميّة ، وكان ذلك الأموي يشكو خلفاء قومه ويقول : ليت الخلفاء كانوا من قوم آخرين ، فهجاه عبد الرحمان بن حسان وأنكر عليه ذلك القول ، أي لو لا خلفاء قومك كنت كذا كذا ، وهوى : سقط ، وداج : أسود مظلم ، والقاع : المستوى من الأرض ، والفهر : بكسر فسكون الحجر إذا كان ملء اليد ، والوجى : اسم فاعل من وجأت عنقه ـ إذا ضربتها ـ والاستشهاد بالبيت في قوله : واجى وأصله : الواجئ بالهمزة فلمّا وقع في القافية ووقف عليه سكنت الهمزة فخففت بقلبها ياء لانكسار ما قبلها.