تخفيفها لو انفردت وامّا في الثانية : فهو امّا على قياس تخفيفها عند الاجتماع مع الهمزة ، نظرا إلى الأصل مع قطع النظر عمّا حصل بعد تخفيف الاولى ، لعروضه ، وامّا على قياس ما يقتضيه اجتماعهما مع ما حصل بعد تخفيف الاولى ، لأنه المنطوق به حينئذ فكأنهما همزة واحدة بعد حرف آخر غيرها ، وهذا مراد من قال : يخفف كل منهما على قياس تخفيفها لو انفردت ، ففي نحو : رأيت قارئ أبيك ـ تخفف الاولى بقلبها ياء ، لوقوعها بعت الكسرة ، وامّا الثانية : فعلى اعتبار اجتماعها مع الهمزة المفتوحة تقلب واوا ، كأوادم ، وعلى اعتبار وقوعها بعد الياء المفتوحة الحاصلة بعد تخفيف الاولى يجعل بين بين كما في : سأل ـ.
(و) يجوز(تخفيف احداهما) فقط ، وهذا وجهان ، لأنّ المخففة امّا الاولى ـ كما اختاره أبو عمرو ـ بحسب القياس اللّغوي ، لأنّها آخر الكلمة الاولى ، والثانية أوّل الكلمة الثانية ، والآخر أولى بالتغير ، وامّا الثانية ـ كما اختاره الخليل ـ قياسا على المجتمعتين في كلمة واحدة ، وقرأ به جماعة من السبعة منهم أبو عمرو وفي بعض الصور اتباعا للمأثور عندهم.
فهذه هي الأوجه الأربعة ، وحكى أبو زيد وجها خامسا عند سكون الأوّل ، وهو ادغامها في الثانية.
ثمّ انّ الأصل في تخفيف احداهما ان يكون على قياسه المعلوم فيما سبق ، كالتسهيل ـ كما هو مختار جماعة من القراء في بعض الصور ـ (و) لكن قد جاء في بعضها تخفيف إحداهما بالابدال المحض ، أو الاسقاط ، ومن ذلك : انّه (جاء : في) ما وقعت المكسورة بعد المضمومة(نحو :) (يَهْدِي مَنْ) (يَشاءُ) (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(١) (الواو) المحضة(في) الهمزة(الثانية) المكسورة ، فيقال : «ولى صراط» كما يقال : في سئل سول ، وقد حكى ذلك عن أكثر القراء ، وقد نقل عن بعضهم جعلها بين الهمزة
__________________
(١) الآية : ٢١٣ البقرة.