والواو ، وذهب سيبويه إلى تسهيلها بين الهمزة والياء الّتي هي جنس حركتها ـ كما هو القياس المعلوم فيما سبق ـ ، وعدل عنه القراء ، لكونها كياء ساكنة قبلها ضمّة.
وأبدل نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، الثانية واوا عند انفتاحها وانضمام ما قبلها ، نحو : (لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ)(١) وياء عند انفتاحها وانكسار ما قبلها ، نحو : (مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا)(٢) ، فيقال : لو نشاء وصبناهم ، ومن السماء يوتنا ، لأن تسهيلها بين نفسها والألف الّتي هي جنس حركتها كما هو القياس السابق قريب من الألف بعد الضمّة في الأوّل ، وبعد الكسرة في الثاني مع لزوم الفتح قبلها.
(وجاء : في) الهمزتين المجتمعتين في كلمتين (المتفقتين) في الحركة ، نحو : (جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ، *) و(كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ)(٣) ، و(لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ)(٤) ، (حذف احداهما) ؛ أمّا الاولى : ـ كما اختاره أبو عمرو ـ لأنها في آخر كلمتها ، والآخر أولى بالحذف ، وفاقا للبزي وقالون في المفتوحتين خاصّة ، وسهّلا الاولى كجنس حركتها في المكسورتين والمضمومتين ، وروى عنهما في : (لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ)(٥) تجويز ابدال الاولى واوا محضة مع ادغام الواو فيها ، وامّا الثانية : ـ كما قيل ـ لأنّ الثقل انّما نشأ منها.
(و) جاء في المتفقتين المجتمعتين في كلمة أيضا(قلب) الهمزة(الثانية) حرفا من جنس حركة ما قبلها الموافقة لحركة نفسها ، (كالساكنة) الثانية من الهمزتين في كلمة واحدة ، كآدم ، وأيت ، وأوتمن ، فتقلب الثانية ألفا في نحو : جاء أبوك ، وياء في نحو : من السماء إنّ ، وواوا في نحو : أولياء اولئك ، هذا إذا كانت همزة قطع ، وإذا
__________________
(١) الآية : ١٠٠ الأعراف.
(٢) الآية : ٣١ الأنفال.
(٣) الآية : ٩ سبأ.
(٤) الآية : ٣٢ الأحقاف.
(٥) الآية : ٥٣ يوسف.