كانت وصلية فهي تحذف في الدرج اتفاقا إلّا إذا كانت مفتوحة بعد همزة الاستفهام ، نحو : آالذكرين ، وآلآن ، فيجوز في مثل ذلك قلبها ألفا والتسهيل.
وقد تزاد ألف بين المجتمعتين في كلمتين ، حرصا على بقاء الهمزتين من غير استثقال ، كما قال ذو الرّمة :
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل |
|
وبين النّقا آأنت أم أمّ سالم (١) |
وقال المصنف : في شرح المفصل ان زيادة الألف إنّما تثبت في مثل آأنت وشبهه ، ولم يعرف زيادتها في مثل : جاء أحدهم ، ونحوه ، وتسقط هذه الألف خطا ، كراهة اجتماع ثلاث حروف متشابهة في الرسم.
وإذا توالت أكثر من همزتين أخذ في تخفيفها من أوّل ما يتصف منها بالتكرير ، بأن يكون ثانية لأخرى قبلها ، وهكذا يخفف بعدها كل ثانية ينشأ منها الثقل على القياس المعلوم في تخفيفها عند التكرّر والاجتماع ، وتبقى الاولى بحالها ، وكذا يبقى بحالها كل ما زال عنها وصف التكرّر والثانوية بابدال ما قبلها للتخفيف ، فصارت أولى في مرتبتها وصارت ما بعدها ثانية ، فتخفف الثانية والرابعة ان كانت كما في غير الثلاثي ، ويبقى الاولى والثانية والخامسة ان كانت كما في الخماسي.
وهذا على عكس تخفيف حروف العلّة عند الاجتماع من الأخذ في التخفيف من الآخر ـ كما في طوى ، وقوى ـ لفرط استثقال التكرّر في الهمزة فيؤخذ في تخفيفها من أوّل تكررها ، فعند بناء الثلاثي من الهمزات يختص التخفيف بالثانية بقلبها ألفا ان انفتح ما قبلها ، وواوا ان انضم ، وياء ان انكسر ، نحو : آء كجاء ، وأوء كسوء ، وإياء كبيع ، مجهولا.
__________________
(١) الوعساء : الأرض اللينة ذات الرمل ، وجلاجل : ـ بجيمين أو بمهملتين ـ اسم مكان ، والنقا : التل من الرمل ، وامّ سالم : كنية محبوبته مية. والاستشهاد بالبيت في قوله «آأنت» حيث فصل بين الهمزتين بألف زائدة.