وناقشوا في عدّ هذه الثلاثة من الملحق ، لأنّ الميم في «تمسكن» ، ليس للالحاق ، بل لتوهّم إصالتها ـ كما مرّ في تمندل ـ ، وكذا الألف في «تفاعل» لأنّها لا تكون للالحاق إلّا بدلا من الياء في الطرف كما في اسلنقى ، ووقوع الادغام في هذا الباب ـ أيضا ـ نحو : تمادّ ، وتحابّ ، يدل على عدم كونه ملحقا ، وكذا ادغام العين المكرّرة في «تفعّل» لأنّ الزائد للالحاق لا يدغم ، حفظا لزنة الأصل.
(و) بعضها(ملحق باحرنجم) من مزيد الرباعي ـ يقال : إحرنجم القوم ـ إذا ازدحموا ـ ، وحرجمت الإبل ، فاحرنجمت ، ـ إذا رددتها فارتدّ بعضها على بعض ـ ، ويقال : أيضا احرنجم ، ـ إذا رجع عن أمر بعد ارادته ـ.
والملحق به من مزيد الثلاثي (نحو : إقعنسس) على «افعنلل» ، ـ إذا تأخّر ورجع إلى خلفه ـ وأصله : من القعس ، وهو : خروج الصدر ودخول الظهر ، ضدّ الحدب ، ويقال : إقعنسس الجمل ، ـ إذا أبى أن يقاد ـ ، كذا قيل.
(واسلنقى) على «افعنلى» ـ إذا نام على قفاه ـ وهو قاصر لا يتعدّى ، وشذّ قوله :
قد جعل النعاس يغرنديني |
|
أطرده عنّي ويسرنديني (١) |
ولا ثالث لهما ، وقيل : انّه مصنوع لا حجّة فيه.
فهذه ـ الخمسة عشر ـ ملحقات بما ذكر.
(و) بعض المزيد الثلاثي ـ وهو العشرة ـ الباقية(غير ملحق) ، بشيء(نحو : أخرج) ك ـ أفعل ، (وجرّب) ، على «فعّل» ـ بتضعيف العين ـ (وقاتل) على «فاعل» وليست هذه الثلاثة ملحقة بدحرج ، لوقوع الادغام فيها ، أمّا في الثاني فدائما ، وأمّا
__________________
(١) هذا البيت : أورده الأندلسي في شرح المفصل ، وقال السخاوي : انشده أهل اللّغة على تعدية «افعنلي» وقال بعضهم : انّه مصنوع ، وقوله : جعل من أفعال المقاربة ويغرنديني ـ بالغين المعجمة ـ أي يعلوني أي يغلبني ، وبمعناه يسرنديني ، كذا قال ابن هشام ، واطرده عنّي : أي امنعه عن نفسي.