(وكذلك) في قلب ضمّة ما قبل الياء كسرة ، لسلامتها ، (باب) : الجمع الّذي كان على «فعل» ـ بالضمّ وسكون العين ـ من الأجوف اليائي ، نحو : (بيض) جمع بيضاء ، وأصله : الضم ، كحمر وحمراء ، فلم يبق الضم لئلّا يقلب واوا مع استثقال الجمع ، بل قلب كسرة ليبقى الياء الّتي هي أخف.
ثمّ ان قلب الياء المضموم ما قبلها واوا في نحو : باب : طوبى ، وقلب ضمّة ما قبلها كسرة في باب : ضيزى ، وباب : بيض ممّا اتفقوا عليه ؛ (واختلف) في الياء المضموم ما قبلها(في غير ذلك) الّذي من الأبواب (١) (فقال سيبويه) : (القياس) فيها(الثاني) وهو قلب ضمّة ما قبلها كسرة ، لسلامتها ، لأن تغيير الحركة أهون من تغيير الحرف ، (فنحو : مضوفة) من الضيافة ـ للأمر النازل الّذي يخاف منه ـ كأنه ضيف خطير القدر يخاف منه ، أو سمى بها لافتقار دفعه إلى انضياف بعضهم ببعض ، كما في قول أبي جندب الهذلي :
وإنّي إذا جاري دعا لمضوفة |
|
أشمّر حتّى ينصف السّاق مئزري (٢) |
(شاذ عنده) ، لأنّ الأصل : مضيفة ـ بضمّ الياء ـ فالقياس عنده بعد نقل ضمّتها إلى الضاد الساكنة إبدال الضمّة كسرة ، للسلامة عن القلب إلى الواو ، فابقائها المؤدي إلى القلب خارج عن القياس عنده ، وجاء : فيها مضيفة على ما يراه قياسا.
(ونحو : معيشة يجوز) عنده (أن يكون) وزنه «مفعلة» ـ بسكون الفاء وكسر العين ـ فنقلت كسرة العين إلى الفاء من غير تغيير آخر ، وعلى هذا ليست ممّا نحن فيه ، (و) يجوز ان يكون «مفعلة» ـ بضمّ العين ـ فنقلت ضمّتها إلى الفاء الساكنة ثمّ قلبت الضمّة كسرة ، لتسلم الياء ، فهي على هذا ممّا نحن فيه جارية على
__________________
(١) وفي نسخة : الّذي ذكر من الأبواب.
(٢) البيت قائله معلوم ، وفي بعض الكتب : وكنت إذا الخ بدل قوله : وانّي إذا ، وميزرى بالياء. ومعناه : إذا دعاني جاري لأمر نزل عليه وحادثة عرضته اشمّر ازاري عن ساقي لاعانته حتّى ينصف الساق ازاري أي حتّى يبلغ ازاري إلى نصف الساق ، أراد المبالغة.