والظاهر انّ الحذف يجب فيما هو على «فيعلولة» بالاستقراء إلّا في الضرورة كما قال :
يا ليت أنّا ضمّنا سفينة |
|
حتّى يعود الوصل كيّنونة (١) |
فلعلّه لزيادة حروفه على نحو سيّد جدير بأن يزيد عليه بالتزام التخفيف فيه دونه ، ولعلّ المصنّف أراد جواز التخفيف من جهة القياس وإن لم يسمع في بعضها على ما يقال فتأمّل.
ولم يجعلوا مثل ذلك على «فعيلولة» بتقديم العين على الياء ، بأن يكون الأصل كونيونة مثلا ، لعدم النظير لها وثبوت «فيعلولة» كخيثعور ـ لما لا يدوم على حال كالسراب ـ فجعلوه منه بالحاق التاء ، ولم يحكموا بأنّ المخفف بناء مستقل على «فعلولة» بفتح الفاء وسكون العين ـ لعدم «فعلول» إلّا ما شذ من نحو : صعفوق ، واعتبار كونه في الأصل بالضم كعصفور وسرجوجة ـ وهي الطبيعة ـ فابدلت الضمّة فتحة ـ كما ذهب إليه الكوفيون ـ تعسف مع عدم السبب للقلب ياء في الواوي.
وقد نقل بعضهم مثل هذا التخفيف في : «فيعلان» وجعل منه الرّيحان على ان أصله : ريّحان بالتشديد ، وأصله : ريوحان من الرّوح.
(وفي باب : قيل ، وبيع) من الماضي الثلاثي المجرّد المبنى للمفعول من الأجوف الواوي واليائي (ثلاث لغات :) الاولى وهي : أفصحها(الياء) الصريحة ، لأنّ الأصل : قول ، وبيع ـ بضمّ الأوّل وكسر الثاني ـ فنقلوا الكسرة من الياء إلى ما قبلها بعد حذف ضمّته ، استثقالا للكسرة عليها والضمّة قبلها ، وحمل عليه الواوي في نقل الكسرة كذلك ، ليجريا مجرى واحدا كما في المبنى للفاعل فانقلبت الواو ياء
__________________
(١) البيت انشده المبرد وغيره ، ومعناه : ليت أنا جمعتنا سفينة أي نجتمع في سفينة حتّى يعود الوصل كونا ـ أي حتّى يعود كون الوصل ، أي حصوله ، أي تحصيل تواصلنا عند الاجتماع في السفينة بعد حصول المفارقة ، فقوله : يعود الوصل كينونة من قبيل طاب زيد نفسا.