لسكونها وانكسار ما قبلها ، وهذا (١) أحسن من حمل اليائي على الواوي ، لأنّ الياء أخف وحمل الأثقل على الأخف أولى من العكس.
(و) اللّغة الثانية : (الاشمام) وهي : أيضا فصيحة ، وقد قرأ بهما بعض الآيات ، وذلك بأن يشم الفاء ضمّة ، للتنبيه على الأصل ، وذلك بأن تضم الشفتان عند قصد الابتداء بالكلمة ان ابتدأ بهما ، وان تضما بسرعة بين النطق بأولها والنطق بآخر ما قبلها ان وصلت بغيرها على ما حققه المصنف ، ويشم الياء أيضا رايحة الواو ، وذلك على لغة بني أسد كما قيل.
(و) اللّغة الثالثة : (الواو) الخالصة والضمّة الصريحة قبلها بأن يحذف كسرة الواو وتبقى الضمّة المناسبة لها قبلها ، وحمل اليائي على الواوي فانقلبت الياء واوا ، لسكونها وانضمام ما قبلها كما قال :
ليت وهل ينفع شيئا ليت |
|
ليت الشباب بوع فاشتريت (٢) |
وهذه لغة قوم ، واختارها الأخفش.
فهذا حكم قيل ، وبيع ، إذا لم يتصلا بما يوجب سكون لامه ، (فان اتصل به ما يسكن لامه) كضمير المخاطب المرفوع البارز(نحو :) قولك لعبد باعه مولاه (بعت يا عبد) ولقول مقول لأحد(قلت يا قول) ، تنزيلا له منزلة من يصلح للخطاب ، (فالكسر) الصريح يكون في الفاء من الواوي واليائي على اللّغة الاولى من تلك الثلاث ، (والاشمام) على الثانية ، (والضم) الصريح على الثالثة ، ويحذف الياء على الأوّلين والواو على الثالثة بالتقاء الساكنين ، لسكونهما وسكون اللّام ، والكسر لابتنائه على اللّغة الفصحى أحسن إلّا في اليائي إذا لم يكن قرينة على البناء
__________________
(١) أي حمل الواوي على اليائي.
(٢) هذا البيت عزاه بعضهم إلى رؤبة. وليت الثاني فاعل ، وليت الثالث تأكيد له وشيئا مفعول به والشاهد : في بوع فانّ القياس بيع لأنه مجهول باع لكن جاء بوع بناء على لغة قوم من العرب.