بشرا طلع اليمن (١) ، بتضمين معنى بلغ.
(وأمّا باب : سدته) ، أسوده ، سيادة ، ـ وهو الأجوف الواوي المتعدّي الّذي مضارعه مضموم العين ، والحرف الأوّل من ماضيه مضموم عند الاتصال بالضمير المرفوع المتحرّك ـ فهو وإن كان معرضا لاحتمال ضم عين الماضي ـ مع التعدّي ـ ونقله إلى الفاء عند اتصال الضمير ، لكنّ ما تقرّر عندهم من الحاق ما يتردّد في حاله من المعتل بالصحيح ، اقتضى إلحاقه بالصحيح المعلوم فيه انتفاء الماضي المتعدّي المضموم ، فلذلك (٢) جعلوه من مفتوح العين أصالة.
ثمّ انّ ظاهر كلام سيبويه والجمهور انّه حوّل من المفتوح العين إلى مضموم العين ، لبيان انّه واوي ، لمناسبة الضم للواو ، ونقل الضم إلى الفاء مع الضمير ، وهذا تعسف ، بل غير صحيح ، إذ لم يعهد في لغتهم تحويل باب إلى باب من غير عروض تغيّر في المعنى ، وبيان الواويّ يحصل بنفس الضم ، وإن لم يكن منقولا من العين.
(فالصحيح) مع جعل ماضيه مفتوح العين ، (أنّ الضم) الحق بأوّله بعد حذف الألف المنقلبة عن العين ، عند تسكين اللّام ، للاتصال به بالتقاء الساكنين والتزموا إلحاقه به (لبيان بنات (٣) الواو) أي الواوي ، (لأنّ (٤) الضم) في أوّله حاصل (للنقل) من العين إليه بأن تكون مضموم العين أصالة أو تحويلا.
(وكذلك باب بعت) وهو الأجوف اليائي الّذي مضارعه مكسور العين ، وأوّل ماضيه مكسور عند الاتصال بالضمير ، والمقصود انّ الكسرة ملحقة بأوّله ـ بعد
__________________
(١) هذا من كلام علي (رضياللهعنه).
(٢) أي ولأجل اقتضاء ما تقرر الخ.
(٣) والمراد ببنات الواو : المعتل الواوي وببنات الياء : المعتل اليائي أي بيان انّه واوي أو يائي.
(٤) هكذا وجدنا العبارة في النسخ الّتي بأيدينا ولكن الصحيح غير ذلك ، بل الصحيح : لا انّ أو لا لانّ كما هو واضح في الشرح نفسه.