قلب عينه ألفا ، وحذفها بالتقاء الساكنين ـ للدلالة على انّه يائي ، وليس منقولة من العين إليه ، على أن يكون مكسور العين أصالة أو تحويلا لندرة «فعل» «يفعل» ـ بكسر العين ـ في غير المعتل الفاء ، وهذا (١) مذكور استطرادا بمناسبة الواوي.
ثمّ (٢) انّ إلحاق الضم بأوّل الواوي من غير النقل ، وكذا الكسر بأوّل اليائي إنّما هو فيما تعذّر فيه بيان البنية أي بيان الكلمة ، ك ـ باب : سدته ، وبعته ، فان حركة عينه ـ الفتح ـ مثل فائه ، فلا فائدة في النقل.
ثمّ بعد قلب العين ألفا ، وحذفها عند الاتصال بالضمير المرفوع ـ لو ابقي أوّله على الفتح لم يعرف حركة العين ، حتّى يعلم البنية ، إذ الواو المتحركة آية حركة كانت تقلب ألفا عند انفتاح ما قبلها ، وتحذف عند الاتصال به ، وكذا الياء ، فحيث تعذّر بيان البنية ضمّوا ، أو كسروا الأوّل لبيان الواو ، والياء ، كراهة الخلوّ عن البيان رأسا ، وأمّا إذا أمكن بيان البنية فلا يلتفت إلى بيان الواوي ، واليائي ، بالوجه المذكور ، بل يراعي بيان البنية ، (و) هذا كما أنّهم :
(راعوا ـ في باب خفت ـ) وهو الأجوف الواوي ، على «فعل» ـ بكسر العين ـ في الماضي ، وـ الفتح ـ في المضارع ، (و) باب (هبت) ، وهو الأجوف اليائي على تلك الزنة ، (بيان البنية) الّتي هي : «فعل» ـ بالكسر ـ لأنّ بيانها أهم ، لتعلّقها بالمعاني المختلفة باختلافها ، وتعلّق الواوي ، واليائي أوّلا (٣) باللفظ ، واعتبار الأهم واجب عند إمكانه ، ـ كما يمكن في هذا الباب بنقل الكسرة من العين إلى الفاء ـ ، فلذلك اعتبروا ذلك النقل فيهما من غير مبالاة بعدم معرفة الواوي ، واليائي.
__________________
(١) أي قول المصنف وكذلك باب بعت.
(٢) وهذا تمهيد لجواب المصنف عن دليل سيبويه ، والجمهور ، للنقل.
(٣) وانّما قلنا : أوّلا إذ قد يظهر له أثر في بيان المعنى باعتبار اختلاف معنى الواوي واليائي نحو : قلت ـ بالضم ـ من القول ـ وقلت ـ بالكسر ـ من القيلولة ، وبمعنى أقلت البيع فانّ الضم والكسر يدل أوّلا على كون اللفظ واويا أو يائيا ويظهر بذلك حال المعنى.