ابن قتيبة ، وكتبها بعضهم إلى أمثال ذلك من المصحف.
(ومن ثمّ) أي ومن أجل زيادة الألف بعد واو الجمع المتطرفة(كتب ضربواهم في التأكيد بألف) لكون الواو فيه حينئذ متطرفة وكون لفظ ـ هم ـ ضميرا منفصلا جيء به لتأكيد الضمير المرفوع المتّصل بالفعل.
(و) كتب (ضربواهم في المفعول) يعني إذا كان ـ هم ـ مفعولا(بغير ألف) لزوال التطرف عن الواو بوقوع الضمير المتّصل المنصوب بعده وكون المجموع في حكم الكلمة الواحدة فإن لفظ ـ هم ـ ضمير متصل.
(و) هذا الألف (منهم من يكتبها في نحو : شاربوا الماء) وناصروا القوم في جمع الشارب ـ والناصر ـ وأمثالهما من الأسماء المتصلة بالواو المضافة لإجرائها مجرى الفعل ، والأكثرون تركوها لقلتها بالنسبة إلى الفعل.
(ومنهم من يحذفها في الجميع) أي في الفعل والإسم لندور الإلتباس لوجود القرائن الظاهرة في الغالب على ما دلّ عليه الإستقراء.
(وزادوا) في كتابة(مائة) للعدد المعروف (ألفا فرقا بينها وبين من الجارة) مع ضمير المفرد المذكر ـ أعني ـ (منه) في أصل الرسم والنقطة على النون خارجة عن أصل الرسم.
ومن ثمّ لم يلزم رسمها مع أنها عند رسمها قد يعرض لها أسباب الخفاء فلو إقتصر على الميم وصورة الياء للهمزة والتاء في آخره إلتبس بذلك الجار مع الضمير فزيدت الألف قبل صورة الهمزة دون الياء المناسبة لحركة الميم لكراهة إجتماع صورتي اليائين ودون الواو لأنّ الألف أنسب منها بالهمزة ولم يجعلوا الألف بعد صورة الهمزة هكذا ـ مائة ـ لئلّا يلتبس بجمع الماء ـ فتأمل ـ.
ولم يكتفوا بصورة الألف للهمزة لئلّا ينتقض قاعدتهم من تصوير المتوسطة المكسورة ما قبلها بصورة الياء.