عينه) في المضارع ، (أو ضمّت) ، والكسر أوفق بغرض الاختلاف (١) ، لأنّ مخالفته للفتحة أتمّ من مخالفة الضم له ، إذ الضمّة علويّة كالفتحة ، بخلاف الكسرة فانّها سفليّة.
(أو فتحت) عين المضارع ، (إن كانت العين أو اللّام حرف حلق غير ألف) ، بل أحد الستّة الباقية ، وهي : الهمزة ، والهاء ، والعين والحاء ، والغين والخاء ، ليعارض خفّة الحركة ثقل الحرف الحلقي ، ولم يفتحوا العين إذا كانت الفاء حرف حلق ، لأنّ فاء المضارع المجرّد الثلاثي ساكنة فهي ضعيفة بالسكون ، فلا حاجة إلى تخفيف العين.
وأمّا الألف : فهي ـ مع خفّتها ـ ليست متأصلة بل منقلبة عن الواو والياء ، ولم يعتدّوا بها في مخالفة الأصل ـ الّذي هو مخالفة حركة عين المضارع للماضي ـ ، فضمّت في واوي الأصل ، وكسرت في اليائيّ على القياس ، وأدّى ذلك إلى ظهور الواو والياء ، ك ـ صان يصون ، وباع يبيع ، ودعا يدعو ، ورمى يرمي ، والفتح في عين المضارع فيما (٢) ذكر على وجه الرخصة ، لا على وجه اللّزوم ، لجواز الضم ، نحو : دخل يدخل ، وصرخ يصرخ ، والكسر ، نحو : نبح ينبح ، لأنّه جاء على الكسر ـ أيضا ـ.
(وشّذ : أبى ... يأبى) ، حيث فتحت عين مضارعه وليس عينه أو لامه حرف حلق غير ألف ، فهو مخالف القياس ، وإن كان كثيرا شايعا ، ك ـ استحوذ ، بترك الاعلال ـ ومثل هذا فصيح في حكم المستثنى عن القياس الّذي هو على خلافه ، على ما تقرّر في موضعه.
ولعلّ السّر في فتح العين فيه ـ على ما قيل ـ انّه بمعنى إمتنع الّذي هو فرع على منع ، فحمل على أصل مرادفه في فتح عين المضارع.
__________________
(١) أي الاختلاف بين الماضي والمضارع.
(٢) أي فيما إذا كانت العين أو اللّام حرف حلق.