(وأمّا ـ قلى يقلى) ـ بفتح العين في الماضي والمضارع ـ على ما حكاه سيبويه ، (فعامرية) ـ أي لغة بني عامر ـ والفصيح المشهور : قلي يقلي بالكسر في المضارع ، والقلى : البغض الشديد.
(وركن ... يركن) ركونا ـ بفتح العين في الماضي والمضارع ـ على ما حكاه أبو عمرو ، (من التداخل) ، لأنّه ورد بضمّ العين في المضارع مثل : نصر ينصر ، لغة مشهورة ، وحكى عن قوم : ركن يركن ، مثل : علم يعلم ، فالماضي من الأوّل ، والمضارع من الثاني ، فتداخلت اللّغتان الواردتان فيه ، والركون : الميل.
وجعل الأخفش قنط ... يقنط مثله ، في التداخل.
ثمّ انّ الضم والكسر في مضارع الفتح قد يكون سماعيّا ، موقوفا على السماع ، ك ـ نصر ينصر ، وضرب يضرب ، وقد يكون قياسيّا ، غير موقوف على السماع ، في آحاد الأبنية الواردة على أحدهما ، (و) من القياسي أنّهم (لزموا الضم) ، ولم يفارقوه ، (في مضارع الأجوف بالواو) ، (١) مع نقله إلى ما قبلها لثقله عليها ، نحو : صان يصون.(و) لزموا الضم ـ أيضا ـ في (المنقوص بها) ـ أي بالواو مع إسكانها رفعا ـ نحو : دعا يدعو ، (و) لزموا(الكسر فيهما) أي الأجوف والمنقوص ـ (بالياء) ، نحو : باع يبيع ، ورمى يرمي ، لمناسبة الضم للواو والكسر للياء ، ولئلّا يؤدّي الكسر في الواويّ إلى إنقلابها ياء ، والضم في اليائيّ إلى انقلابها واوا.
(ومن قال :) في بناء التفعيل وبناء اسم التفضيل من طاح ـ بمعنى هلك ـ وتاه ، ـ بذلك المعنى أو بمعنى ضلّ ـ ، (طوّحت ، وأطوح) ، (وتوّهت ، وأتوه) ـ بالواو ـ فذلك يدلّ على أنّهما واويان ، لأنّ الواو والياء تبقيان من غير تغيير في البنائين من الأجوف ، وعلى هذا(فطاح يطيح ، وتاه يتيه شاذ عنده) ، إن زعم انّ الأصل في مضارع كل واحد منهما الواو المكسورة ، ونقلت كسرتها إلى ما قبلها وقلبت ياء ، فيكون مخالفا للقياس الّذي ذكر من ضم عين المضارع في الأجوف الواويّ ، ـ وإن
__________________
(١) ولا ينقض هذا بخاف يخاف ونحوه لأنّ الكلام فيما عين ماضيه مفتوح.