الأمر الذي يصادم العقل والفطرة ، ويخالف القرآن ، كما في قوله تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)(١) ، وقوله : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(٢) ، وقوله : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ، وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(٣) وغير ذلك كثير.
رابعا : حول ما يذكر من خوفه «صلى الله عليه وآله» ، ودور زوجته وورقة وغيرهما في بعث الطمأنينة في نفسه نذكر :
ألف : كيف يجوز إرسال نبي يجهل نبوة نفسه ، ويحتاج في تحقيقها إلى الاستعانة بامرأة ، أو نصراني؟ ألم تكن هي فضلا عن ذلك النصراني أجدر بمقام النبوة من ذلك الخائف المرعوب الشاك؟
وحتى لو قبلنا ذلك ، فمن أين علم : أن تلك المرأة وذلك الرجل قد صدقاه ، وقالا الحقيقة؟
ولماذا لم يستطع هو أن يدرك ما أدركته تلك المرأة ، وذلك النصراني؟! أم يعقل أن يكون كلاهما أكبر عقلا وأكثر معرفة بالله وتفضلاته منه؟! نعوذ بالله من الزلل في القول والعمل.
وإذا جاز أن يرتاب هو مع معاينته لما يأتيه من ربه ، فكيف ينكر على من ارتاب من سائر الناس ، مع عدم معاينتهم لشيء من ذلك؟!.
قال السندي : «مقتضى جواب خديجة ، والذهاب إلى ورقة : أن هذا كان
__________________
(١) الآية ٢٨٦ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٧٨ من سورة الحج.
(٣) الآية ١٨٥ من سورة البقرة.