فاستحسنه ، وظهر له خباب ، وأخبره : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دعا له بأن يعز الإسلام به أو بأبي جهل ، فطلب منه عمر : أن يدله على الرسول ليسلم ؛ ففعل ، فذهب إليهم ، وضرب الباب ، فنظر رجل منهم من خلال الباب ؛ فرآه متوشحا السيف ، فرجع إلى الرسول «صلى الله عليه وآله» فزعا ، فأخبره.
فقال حمزة : فأذن له ، فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له ، وإن كان يريد شرا ، قتلناه بسيفه.
فأذن له ، ونهض إليه «صلى الله عليه وآله» حتى لقيه في الحجرة ، فأخذ بمجمع ردائه ، ثم جبذه جبذة شديدة ، وتهدده ، فأخبره عمر : أنه جاء ليسلم ، فكبر «صلى الله عليه وآله» ، وكبر المسلمون تكبيرة سمعها من في المسجد.
ثم طلب عمر من الرسول : أن يخرج ويعلن أمره ، قال عمر : فأخرجناه في صفين : حمزة في أحدهما ، وأنا في الآخر ، له كديد (أي غبار) ككديد الطحين ، حتى دخلنا المسجد.
قال : فنظرت إلي قريش فأصابتهم كآبة لم تصبهم مثلها ، فسماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» : ب «الفاروق» يومئذ.
وفي رواية : أن قريشا اجتمعت وتشاورت فيمن يقتل محمدا ، فقال عمر : أنا لها.
فقالوا : أنت لها يا عمر ، فخرج متقلدا السيف ، فالتقى بسعد بن أبي وقاص ، وجرت بينهما مشادة ، حتى سل كل منهما سيفه ؛ فأخبره سعد بخبر أخته إلخ ..